أين نحن من شعار “صنع بالمغرب “؟

قلم الناس ـ

بقلم : ذ ـ يوسف السوحي

من الملاحظات الأساسية التي سجلتها وسجلها العديد من المغاربة،الذين تكبدوا مصاريف العطلة الصيفية بالشواطئ المغربية، واكتووا بلهيب أسعارها هذه السنة ، التي تاتي مباشرة بعد التخلص من تابعات جائحة كورونا ،وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد الوطني ،وصبيب التنمية المحلية ،هي قلة المنتوجات المحلية وضعف تسويقها بشكل يجلب السائح لاستهلاكها وشرائها،بل لا نكاد  لا نجدها بالمرة في الفنادق والمطاعم والمنازل المعد للكراء ، مثلا بدولة تركيا نجد داخل غرفة الفنادق كل التجهيزات الاساسية تحمل الطابع المحلي ،بدءا بالاغطية والاكسسوارت وصولا لتجهيزات الحمام…، ونفس الامر بالمنازل المعد للكراء وكذا المطاعم ،بحيث يتم استعمال المصنوعات التقليدية وتشجيع الحرف اليدوية،وترويج للمنتوجات الاهلية بشكل إحترافي يراعي القدرة الشرائية للسائح ويساهم في عودة السائح مرة اخرى لزيارة المدينة ،وليس العكس كما هو حال مدننا في شمال المملكة سواء تعلق الأمر بمدينة طنجة أو تطوان أو مرتيل أو الفنيدق أو المضيق ..، فطيلة عشر سنوات وهي تعرف إقبال كبير للسياح المغاربة ، ورغم تطور البنيات التحتية الاساسية لم يقابلها للأسف الشديد تطور  جل عقلية ساكنة هذه المناطق ،بحيث يتأففون من زوار المدينة الذين يساهمون في تطور اقتصادها وتنميتها المحلية ، ويبتعون بنوع من التكبر والازدراء ،ولا يبتسمون في وجه السياح ويرحبون بهم بشكل لائق ،فأولا هؤلاء الزوار سواء كانوا مغاربة أو أجانب فهم سفراء لمدنهم وبلادانهم ،سينقلون كل كبيرة وصغيرة ،وسيحتفظون بكل تلك الذكريات والانطباعات سواء الإيجابية أو السلبية ،بالاضافة إلى إرتفاع أسعار المنتوجات الداخلية وقلتها،سواء تعلق الأمر بالمواد الغذائية ،الفواكه المحلية ،الملابس ،الاكسسورات …،الأمر الذي يؤدي إلى الاحتكار والمضاربة في الاثمان.

إن  تنزيل شعار “صنع في المغرب ” على أرض الواقع لا يتطلب فقط الوصلات الاشهارية أو الدعاية المجانية في المنتجعات السياحية الكبرى ،بل يحتاج إلى تربية  عملية  على مفهوم الانتاج المحلي والاعتزاز به ،وفهم دوره الحضاري والتنموي والاقتصادي  ومساهمته في الناتج الوطني الخام ،مع تكريس ثقافة المواطنة الصادقة ،وخلق استراتيجية تعتمد على ضرورة تزويد الفنادق والمطاعم المغربية وكل ما له علاقة بالسياحة ، بالمنتوجات المحلية  سواء في الصناعة التقليدية أو الفنون الشعبية ،او الثقافة المحلية ..،التي أبدعتها أيادي الصناع والمبدعين المغاربة المهرة ،وتفننت في ابداعاتها وانتكاراتها،حتى نلمس ونحن في عطلة بغنى الحضارة المغربية وتنوعها واستمراريتها .