نأسف للإزعاج :مجلس بووانو يهدد هضبة بوفكران بالانقراض.

بقلم : ذ ـ يوسف السوحي

شاءت الأقدار أن تتواجد عمالة إقليم مكناس على الهضبة، التي يصل ارتفاعها إلى 600 متر تقريبا، وتطل على واد بوفكران وواد ردوم. وتشغل منطقة تماس وإلتقاء بين سلسلتين جبليتين، قبل الريف ولأطلس المتوسط الغربي. ناحية الشرق، تلتقي هذه الهضبة مع الممر زكوطة و واد سبو، أما ناحية الغرب، فهذه الهضبة تمتد على طول الهضاب والسهول الأطلسية. هذا الموقع المتميز هو سبب تسمية مكناس بـ: ” نقطة تحول المغرب “،ودفع بالشعراء والكتاب والادباء  مغاربة وأجانب إلى التغني بمائها العذب وهوائها النقي ،وألزم المجالس المنتخبة بالحاضرة الاسماعيلية أن تصدر قرارا يقضي بمنع تسليم رخصة أو إحداث أي مشروع في المنطقة المسماة بهضبة بوفكران،على أساس  الحفاظ عليها كموقع متميز في شأن بيئته الطبيعية وموقعها الجغرافي للمدينة،إلى حين الحصول على الموافقة للدراسة النهائية  لهذه الهضبة من طرف الجهات المختصة،بغاية خضوعها للجمالية البيئية التعميرية للمدينة، باعتبارها الشرايين الرئيسية الرابطة بين المدينة العتيقة والمدينة الجديدة من الناحية البيئية والسياحية والاقصادية …،لكن وللأسف الشديد ،الواقع الملموس اليوم بهضبة واد بوفكران أضحى مهددا بالانقراض،ويعيش فوضى في التعمير وزحف رمال البناء والاحتلال الممنهج لبعض اراضيه ،واقع مشمول بالرفض لتنفيذ مقتضيات القرار الذي يقضي بمنع تسليم أي رخصة متخدة من طرف المجالس الجماعية السابقة،ومشمول أيضا بالرفض من أجل صيانة رئة المكناسيين والمكناسيات ، وحماية البيئة الطبيعية للمدينة، ومشمول كذلك بعدم احترام وثائق التعمير الصادرة في شأن هضبة بوفكران،وذلك من خلال الرخص المسلمة في المنطقة  من طرف رئيس جماعة مكناس، والمتعلقة بإحداث ملاعب رياضية وبإحداث مصحة تابعة للقطاع الخاص بجوار مسبح السلم التابع لأملاك جماعة مكناس ، كل هذه الوقائع الصارخة والفاضحة لمخطط الاجهاز على هضبة بوفكران،تدفع بساكنة العاصمة الاسماعلية إلى طرح العديد من التساؤلات على رئيس مجلس جماعة مكناس،في إطار المقتضيات الدستورية التي تنص على مبادئ الديمقراطية التشاركية والحكامة الجيدة، والشفافية والنزاهة…،لتحديد الاساس القانوني الذي تم عليه بنيان قرار إحداث مصحة تابعة للقطاع الخاص،وقرار إحداث ملاعب رياضية بهضبة بوفكران،بالاضافة إلى تحديد الجهة التي ستتحمل مسؤولية الحفاظ على المؤهلات البيئية التي تميز هضبة بوفكران،لكون ملاك العقارات المتواجدة بالهضبة أصبحوا مجبرين بمغادرة عقاراتهم أمام عدم تحديد وتخصيص نوعية استغلال عقاراتهم في مضمون مشروع تصميم التهيئة المعروض حاليا للعموم بملحقة الهديم …فهل من مجيب ؟ يتبع