قلم الناس : نأسف للإزعاج
بقلم :ذ – يوسف السوحي
نجح جواد باحجي رئيس مجلس جماعة مكناس، بوضعه للإستقالة على طاولة عامل الإقليم ، في توقيف دائرة العبث التي كانت تحيط بخاصرة شؤون العباد والبلاد بالعاصمة الاسماعيلية ،وذلك منذ توليه منصب الرئاسة في انتخابات 8 شتنبر 2021 ،ثلاث سنوات مرت من عمر المجلس عنوانها البارز ،والذي ترسّخ في أذهان المكناسين هو اللغو أي “الهضاضر “،وتميزت بالكولسة منذ الساعات الأولى لتأسيس الأغلبية المفخخة، والسمسرة وتغليب المصلحة الشخصية لمجموعة من المنتخبين على مصالح المدينة ،المهم جاء الفرج يوم أمس بإعلان باحجي استقالته قبل دورة أكتوبر وبدون اللجوء للمادة 70 من القانون التنظيمي 113-14 ،متفاديا الشوهة والاصطدام ،وإدخال العاصمة الاسماعيلية غرف الانعاش السياسوي ..،تاركا المجال لكل من كان يبكي مع الراعي ويأكل الغنم مع الذئب، الترشح لتسيير وتذبير شؤون المدينة ،استقالة ستحرم بكل تأكيد حزب التجمع الوطني للأحرار حسب المتتبعين للشأن العام المحلي ،من رئاسة مجلس جماعة مكناس مرة أخرى لأسباب ذاتية وموضوعية ، وهي أكبر جماعة على مستوى العمالة ،ناهيك على قيمتها التاريخية والحضارية والسياسية بالنسبة للمملكة المغربية ،بالاضافة إلى التداعيات الخطيرة لهذا الاجراء ،وانعكاساته السلبية المنتظرة على الحزب محليا واقليميا وجهويا،لأن المشكل ليس في استقالة باحجي لذي كلفه عزيز أخنوش بمهمة بمكناس،لأنه رجل إدارة وليس رجل سياسة،ويعلم علم اليقين أن المهام تتغير والمناصب تتعوّض ..،وفشله في تسيير المجلس نسبي ونتاج صراع داخلي ،لأن العيب قد يكون في الحصان وقد يكون في العربة ،لكن الفشل الحقيقي هو فشل حزب التجمع الوطني للأحرار في تدبير الاختلاف الداخلي بشكل جيد يجنبهم خسارة مجلس جماعة مكناس، وعدم إهداء تسيير مدينة في طبق من ذهب للمعارضة ،في زمن التحالف الحكومي ..،بل إنه فشل مزدوج يحسب لرئيس الحكومة عزيز أخنوش ويحمله المسؤولية التقسيرية في المحافظة أولا على رئاسة مكناس وتثبيت مبعوثه باحجي في مهمته،وثانيا فشله في تدبير اختلاف حزبي داخلي ، بمدينة خرجت للتو من جلباب تدبير لابأس به لحزب العدالة والتنمية افتقدته الساكنة بشهادات وتصريحات الاعداء قبل الاصدقاء ..و برئاسة عبد الله بووانو ،ومايشكّله هذا الاسم بالنسبة لحزب الحمامة عموما وأخنوش خصوصا ..
المهم من كل هذا ،هل إنتهى البلوكاج و زمن الكولسة السياسية بمكناس؟ودقت ساعة الانعتاق ،أم أن الاسوء قادم وزمن العبث الحقيقي و الارباك والفوضى التي ستأتي على الاخضر واليابس قد يلوح في الافق، ماذا سيكون موقف حزب الاستقلال الشريك الاساسي في التحالف الحكومي من بعض الاحزاب أو الاسماء التي ستدخل مغامرة التسيير ؟ وهل سيكون لحزب الحمامة خصوصا الغاضبين نصيب من كعكة التسيير بمكناس ؟وفي الاخير ماهو موقف أخنوش عندما تعود رئاسة مكناس لحزب في المعارضة وليس في التحالف الحكومي ؟
إنه بهذه التركيبة البشرية ل 20 حزب بمجلس جماعة مكناس،ووجود عدد من الوجوه الانتخابية المستهلكة التي يعرف ماضيها “العادي والبادي ” بالعاصمة الاسماعيلية،وما يتداوله الشارع المكناسي من بيع وشراء في الاصوات ووضع الضمانات..،لا هي مؤشرات غير إيجابية توحي بمستقبل رمادي للمدينة السلطانية .
إرسال تعليق