مواقع التواصل الاجتماعي كفضاء غير تقليدي للتعبير والممارسة السياسية لدى الشباب المغربي

  • الكاتب : ذ - عزيز النوالي
  • بتاريخ : سبتمبر 29, 2025 - 9:24 ص
  • الزيارات : 357
  • قلم ✏️ الناس
    مواقع التواصل الاجتماعي كفضاء غير تقليدي للتعبير والممارسة السياسية لدى الشباب المغربي

    التحولات السياسية التي مرت بها الكثير من الدول العربية منذ سنة 2011م، أعادت فئة الشباب إلى واجهة الأحداث، من خلال الاهتمام الذي أبدوه من جديد بأمور السياسية الوطنية، والمطالبة بحقهم الطبيعي في المشاركة السياسية، فأمام فشل الأحزاب السياسية، سيساعد الشباب التطور الحاصل في ميدان تكنولوجيا الإعلام والاتصال، على إيجاد بديل وخلق فرص جديدة لممارسة السياسة، دون التعرض للإقصاء أو المتابعة من النظام الأمني، لذلك كانت مواقع التواصل الاجتماعي هي البديل الأنسب لهم للتعبير عن آرائهم السياسية، والبحث عن الآليات التي تضمن لهم ممارسة حقهم في العمل السياسي، وترجم هذا العمل بإحداث مجموعة شبابية تطلق على نفسها جيل زد Z تدعو عبر منصات التواصل الاجتماعي للتظاهر في مختلف المدن المغربية للمطالبة بإصلاح التعليم والصحة والشغل…
    إن فقدان الثقة في كافة مخرجات الحكومة الحالية، التي اعتمدت على سياسية التقشف واستمرار الوهم لمدة طويلة، وعلى إقصاء القوى المجتمعية من حقها في المشاركة السياسية، جعل من فئة الشباب من كافة المدن (الرباط، طنجة، …) الخروج إلى الشارع تلبية لنداء مجموعة جيل زد Z للتعبير بحرية عن آرائهم ومطالبهم الدستورية المشروعة والسلمية.
    إلى جانب ذلك، يعتبر المجتمع المغربي مجتمعاً فتيا، الأمر الذي سيستلزم من السلطة الحكومية، الاعتراف بأن فئة الشباب قوة مجتمعية يجب دمجها في الحياة السياسية، وليست مجرد فئة يبقى الحديث عنها بأسلوب الوصاية، دون المبادرة لإشراكهم في مختلف تفاصيل الحياة السياسية الوطنية، إما بطرق مباشرة أو غير مباشرة، مادام أن تفعيل لدور فئة الشباب في المجال السياسي، يندرج ضمن المسارات التي ستخلص إلى الحكامة الجيدة، خاصة في ظل التعددية الحزبية.
    على الرغم من ذلك، وما تداولته مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية، فإن فئة الشباب في المغرب، لم تستهويه أفكار العمل السياسي الحزبي الرسمي، بل استهوته تجربة الحركات الاحتجاجية، التي دائماً ما ينخرط فيها بقوة كممارسة سياسية جماعية، فالشباب المغربي لطالما حمل صورة سلبية عن واقع هذه الأحزاب، والعمل السياسي برمته، الأمر الذي دفع هذه الفئة إلى الحركات الاحتجاجية بمختلف المدن تنديداً بفشل الحكومة في تنزيل الإصلاحات الاجتماعية خاصة الصحة والتعليم والشغل…
    فغياب عنصر الاستدامة في نشاط الأحزاب السياسية المغربية، أن يقتصر نشاطها في الغالب أثناء المناسبات الانتخابية حيث تجد نفسها مجبرة على الاحتكاك بالمواطنين، الشيء الذي جعل الشباب المغربي على وجه الخصوص يقتنع بمدى براغماتية هذه الأحزاب، على حساب دورها الرئيس كوسيط بين القاعدة الشعبية والسلطة السياسية، الأمر الذي قاد الشباب للنفور منها، مادامت الأحزاب السياسية كيانات مرادفا لمفاهيم الفساد السياسي.
    إن واقع الشباب المغربي اليوم، حافل بمختلف المشاكل ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي (الصحة، التعليم البطالة، …) التي انعكست سلبًا على المجتمع المغربي. كما واجهت حركاتهم الاحتجاجية باعتقالات تعسفية في جميع الفئات ذكوراً وإناثاً، ضاربنا عرض الحائط حقهم الدستوري في الاحتجاجات السلمية والتعبير عن حقوقهم الدستورية، التي ظل المجتمع المغربي بشكل عام والشباب بشكل خاص يعاني من تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلاد، دون وجود حل لها، وهكذا تتفاقم الأزمات …