قلم الناس : متابعة
محمد قريوش
الموافقة الدائمة وعدم إبداء الرأي الشخصي لا يصنعان قائدًا جيدًا أو مواطنًا صالحًا في المجتمع، بل يجعلان الشخص مجرد تابع سلبي لا يساهم في تطوير المجتمع أو إثراء النقاش العام. فالشخص الذي يخشى التعبير عن رأيه، سواء بسبب الخوف أو النفاق، يصبح عائقًا أمام التطور والنمو. القائد أو المواطن الفعّال هو الذي يملك الشجاعة للتعبير عن رأيه حتى في وجه التحديات، لأن ذلك هو مصدر الابتكار والتغيير الحقيقي.
في الشأن السياسي والاجتماعي، من الضروري أن يكون للأفراد حرية التعبير والمشاركة الفعالة في النقاشات العامة. فالتعبير عن الرأي، حتى إذا كان معارضًا، هو ما يثري الحوارات ويقود المجتمع نحو التقدم. لكن هناك فئة من الناس تلتزم بالصمت وتوافق على كل شيء، ليس اقتناعًا، بل خوفًا من المواجهة أو رغبة في النفاق. هذه الفئة تشكل خطرًا على المجتمع لأنها تعيق التغيير وتساهم في تثبيت الوضع القائم دون النظر إلى الأفضل. والأسوأ من ذلك، هذه الفئة تكون مستعدة لخيانة قادتها أو المبادئ التي تدّعي الالتزام بها في أول اختبار حقيقي.
على النقيض، الفئة التي تجرؤ على المعارضة وإبداء الرأي حتى في أوقات الشدة، تُعد أكثر وفاءً للوطن وللقضية العامة. هذه الشريحة لا تسعى لتحقيق مكاسب شخصية، بل تسعى لخدمة الصالح العام والدفاع عن المبادئ الأساسية. إن هذه الفئة تُظهر ولاءها الحقيقي من خلال شجاعتها في مواجهة التحديات والسعي لتحسين الأوضاع دون انتظار مقابل.
تشجيع التعبير الحر والمعارضة البناءة ليس فقط وسيلة لتطوير الأفراد، ولكنه أيضاً عامل حيوي لتقدم المجتمعات والدول. القادة والمجتمعات التي تتيح لأفرادها حرية التعبير، وتقدر أولئك الذين يجرؤون على قول “لا” أو تقديم بدائل، هم القادة والمجتمعات التي تحقق الإنجازات الكبرى وتنمو نحو مستقبل أفضل.