قلم الناس:
بقلم : ذ ـ يوسف السوحي
لازالت للأسف الشديد شريحة كبير من المجتمع المغربي لم تفهم المغزى الحقيقي لطقوس حفل تنصيب رجال السلطة ،ومدى مكانتها في فلسفة المفهوم الجديد للسلطة ،الذي نادى به الملك محمد السادس في خطاب يوم 12 أكتوبر 1999 بمدينة الدار البيضاء، موجه إلى مسؤولي الإدارة الترابية وأطر الإدارة المركزية وممثلي المواطنين.
خطاب أكد فيه جلالة الملك باعتباره رئيس الدولة وضامن وحدتها وحسن سير مؤسساتها، عن تكريس هذا المفهوم في الممارسة اليومية للشأن العام ببلادنا ،وشكل هذا الإطار قطيعة واضحة مع أساليب العمل في الماضي، لأنه ركز على مختلف مهام ومسؤوليات السلطة، التي أصبحت تضمن في المرحلة الجديدة حماية الحريات الفردية والجماعية وتصون حقوق المواطنين وتيتح الظروف المناسبة لترسيخ وتوطيد دولة الحق والقانون،كما ارتبط المفهوم الجديد للسلطة برعاية وحماية المصالح العمومية ومتابعة حسن سير الشؤون المحلية عن قرب، والسهر على الأمن والاستقرار وتشجيع المحافظة على السلم الاجتماعي،وتجدر الإشارة إلى أن تطبيق المفهوم الجديد للسلطة، تطلب إجراء مراجعة عميقة لعدد من النصوص القانونية والتنظيمية بهدف خلق مناخ ملائم.
ومع كل هذا الجهد ، لازلنا نرى بعض الوجوه المستهلكة بالعاصمة الاسماعيلية ،والتي أخدت من العمل الجمعوي والانتداب الانتخابي مهنة وحرفة وفرصة للإرتزاق،تهرول في اتجاه رئيس الشؤون العامة الجديد أو الباشوات والقياد الجدد،لأخد الصور والأرقام الهاتفية ،لتشرع في مهمته “التبركيك ” والسمسرة في شؤون البلاد والعباد ،عوض الاستماع والتمعّن في كلمة السيد الكاتب العام لعمالة مكناس ،والتي استنبطها من التوجيهات الملكية ومن فلسفة المفهوم الجديد للسلطة ،التي يسعى المغرب إلى تكريسها وتنزيله منذ عقدين من الزمن،حيث أكد على أنه بالاضافة إلى مهمة استباب الأمن وخدمة المواطن ،فإن لرجال السلطة مهمة تتبع المشاريع والأوراش المبرمجة سواءا على صعيد الجماعات الترابية أو مجلس العمالة بخصوص العالم القروي أو على صعيد جهة فاس مكناس ،والمساهمة إلى جانب المنتخبون وجمعيات المجتمع المدني المحلي في منظومة التنمية وترجمة مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على أرض الواقع ..،نجد للأسف الشديد نسبة كبيرة من هؤلاء الفعاليات “الورقية “سواء كانت جمعوية أو سياسية لا تحمل حتى عناء معرفة هذه الاوراش ولا تلعب دورها الدستوري المحدد في المواكبة والمتابعة والترافع بجدية ومسؤولية على مصلحة الساكنة ..، بالرغم من تعيين كفاءات علمية شابة ومجربة في مناصب رجال السلطة بمكناس ..،
ولكن بالمقابل لايمكننا أن نبخس المجهودات الجبارة التي تلعبها بعض الفعاليات الجمعوية والمنتخبة بمكناس ،وتساهم بالفعل من خلال مجال اشتغالها ومشاريعها في التنمية ،كما لا يمكننا ان ننكر أن هناك مشاريع مهيكلة وأوراش كثيرة وهامة على كل المستويات :البنيات التحتية وتثمين المدينة العتيقة والمحاور الطرقية والمراكز الاجتماعية والرياضية والمشاريع الاقتصادية…، لازالت تنتظر من مختلف الفعاليات المكناسية العمل من اجل انجازها دون تباطئ أو “بلوكاج “لان يد العبث أيضا مشاركة في تعطيلها و التقليل من مردوديتها على المواطن المغربي العادي، ذاك المواطن الذي يعيش في الأحياء الهامشية والنجوع البعيدة والقرى النائية بعمالة مكناس هو من يجب أن يستفيد من غلتها وليس قلة قليلة لا ترى في الوطن سوى مصالحها الخاصة.
إرسال تعليق