بقلم/ مريم الشراضي – صحفية متدربة
أيام قليلة على سماح الحكومة المغربية بعودة الجماهير الى الملاعب بعد سنتين من الحظر بسبب جائحة كورونا كانت كافية لاعلان عودة الشغب الى المدرجات من خلال ما شهده ملعب مولاي عبد الله بالرباط من أحداثا دموية بدأت من المدرجات وانتقلت إلى أرضية الملعب وامتدت إلى المحيط الخارجي للملعب بعد نهاية المباراة التي جمعت بين الجيش الملكي بالمغرب الفاسي برسم سدس عشر كأس العرش.
وعلى إثر هذه الأحداث المؤسفة خرجت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بجملة من العقوبات الكبيرة في حق الفريقين وتم اعتقال العشرات من المشجعين الذين تورطوا في تلك الأعمال الدموية التي سوقت صورة سلبية عن كرة القدم المغربية وعن سمعة الجماهير الكروية المغربية.
غير أن هذه العقوبات لن تضع حدا للشغب في الملاعبلأنها ليست حلا للمشكلة وبالتالي نحن بحاجة إلى مقاربة أمنية جديدة من أجل التصدي لمثل هذه الأعمال، التي تبقى محتملة في كل مباراة ذات حساسية، إلى جانب إعادة النظر في طريقة ولوج الجماهير إلى الملاعب الوطنية، وتغيير الترسنة القانونية التي وضعها أمنيون الذين لا يروا
في الجماهير التي تهتم بكرة القدم الا ذلك البعبع الذي يخيف الجميع و يتهدد سلامة الجميع في حين لا يختلف إثنان أن الجماهير أو الألتراس هي نقطة الضوء الوحيدة في سماء الكرة المغربية القاتمة والتي توالت عليها الخيبات و الأزمات.
لقد أثبتت الإجراءات المتخذة من قيبل منع القاصرين من ولوج الملاعب والتنقل الجماعي للجماهير وغيرها عن عدم نجاعتها وفشلها فشلا ذريعا لان المشرع ربطها بمسألة تهديد للأمن العام .
ومع ذلك لا يمكن أن ننسى أن الجماهير هي النكهة الوحيدة في ظل تردي الرياضة المغربية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، وفي ظل هذا المجال الوحيد الذي يتفوق فيه المغرب، ندعو الجميع الى إعادة النظر في وسائل الحد من هذه الظاهرة، والتغلغل في العمق لإيجاد الحلول المناسبة والناجعة، لان الفهم البسيط والمعالجة الفعالة لهذه الظاهرة يجب ان يتم في السياق السليم للعدوانية الطافحة داخل المجتمع المغربي المرتبطة بالمشاكل اليومية للشباب والذي تدفعه لممارسة العنف اللفظي والجسدي كآلية دفاعية من أجل خلق توازن نفسي مفقود في ظل إحباطات ومشاكل تصادفه كل حين وكل وقت لأسباب بسيطة جدا منها أن الدولة لم توفر له من الفرص والمجالات سوى كرة القدم من اجل التنفيس عليه.
لهذا على كل الفاعلين و المهتمين و المتداخلين في اللعبة أن يعملوا على تشخيص الظاهرة تشخيصا علميا دقيقا للأسباب الحقيقية لا الحرص على استثمار الجوانب النفعية منها، والذي يحرص المخزن على البحث عنها بكل الطرق من اجل استثمارها وفق منظوره الخاص الذي يعتقد واهما بجدواه ونفعيته وايجابياته، بيد أنه في الواقع يوفر له ظرفية ليس إلا.
فلا يمكن ان نخطوا إلى الأمام بالمغرب ونحن نفكر في تخصيص ميزانيات ضخمة من اجل بناء السجون بينما نحرص كل يوم على إغلاق المدرسة العمومية وخوصصتها دور الشباب والمركبات الثقافية والرياضية وغيرها…
إرسال تعليق