ماذا حدث في مثل هذا اليوم..

  • بتاريخ : نوفمبر 6, 2024 - 10:00 ص
  • الزيارات : 5
  • قلم الناس: متابعة

    “المَسِيرَةُ الخَضْرَاءُ هي مسيرة سلمية اطلقها الملك المغربي الراحل الحسن الثاني يوم الخميس 3 ذو القعدة 1395 (6 نوفمبر 1975) لتحرير الصحراء المغربية من الاستعمار الاسباني. شارك فيها 350 ألف مغربي و مغربية. تعتبر حدثاً تاريخياً مهماً في تاريخ المغرب المعاصر.”

     

    انطلقت يوم 06 نونبر 1975م، حوالي الساعة العاشرة والنصف، من مختلف ربوع الوطن ومكونات المجتمع المغربي، بمشاركة نخبة من السياسيين على رأسهم الوزير الأول “أحمد عصمان” بنظام وانتظام حاملين القرآن الكريم، مع الايمان بقضيتهم الوطنية بهتافات مستمرة صدحت حناجرهم من ترديدها ” الكفاح الكفاح .. القرآن هو السلاح ” هذه المحطة التاريخية الممتدة في الزمن المغربي بما تحمله من دلالات ودروس وعبر والتي تشكل عنوانا لتشبث المغاربة شعبا وملكا بأرضهم وبوحدتهم الترابية الغالية .

    “ حدث المسيرة الخضراء ” بدأت حين استدعى الملك الحسن الثاني قدس الله روحه وزيرة التجارة ووزير المالية وقال لهما : ” ان شهر رمضان قد يكون قاسيا فهل يمكننا من باب الاحتياط تخزين كمية من المواد الغذائية حتى اذا كنا في حاجة الى عرضها في السوق أمكننا المحافظة على ثبوت الأسعار وليكن تموين يكفي لشهر وشهرين “، ولتأمين تحركها الميداني خاصة في قطاع شهد توترا عسكري استدعى الراحل الحسن رحمة الله عليه ليلة 21 غشت 1975م الجنيرال / لشهبار المكلف بادارة الدفاع الوطني والجنيرال / البناني من المكتب الثالث وكذا الجنيرال / الزياتي عن المكتب الرابع الذين أدوا اليمين أمام جلالته بعدم إفشاء السر، حيث شرعوا في التخطيط والاعتكاف لإعداد مخطط شامل لها امتد الى عشرين يوما يتم تبادل المعلومات بين الرباط والأقاليم ليلا بواسطة اشخاص لم يسمح لهم باستعمال الورق والكتابة ولا الاتصال الهاتفي أو الراديو أو التيليكس بل تمرير المعلومات عبر الشفوي تحت جنح الظلام وفي سرية تامة الى غاية اكتوبر 1975م، بينما اخبر ممثلو جلالة الملك رحمه الله ليلة 26 شتنبر 1975م بأمر المسيرة الخضراء وأقسموا بالحفاظ على السر، وتوجه ما يقارب 700 رجل ومتعاون سلطة بوزارة الداخلية الى قاعدة بن جرير العسكرية للخضوع الى تكوين مكثف دام أسابيع بخصوص تأطير المجموعات ودروس في الوطنية دون علمهم بقضية المسيرة الخضراء التي تعتبر حدث تاريخي شهده المغرب والعالم ككل بفضل الحشد الشعبي ودهاء جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه الهائل الذي رسخ حالة نموذجية من التوحد والاصطفاف الشعبي احتجاجا على الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية جسدت دروس خالدة في اتخاذ القرار والتخطيط والتنفيذ وحشد الإرادة الشعبية الوطنية وجمع الصفوف بشكل يثير الإعجاب والتقدير عن حسن تنظيم وتخطيط قل نظيره.

    والحقيقة يعود تاريخ هذا الحدث إلى 18 شتنبر 1974م، حينما تقدم المغرب بطلب استشاري حول قضية الصحراء إلى محكمة العدل الدولية بعد رفضه القاطع لقرار السلطات الاستعمارية الاسبانية بتنظيم استفتاء في الصحراء خلال النصف الأول من 1975م، ومعارضته إياه بدعوى عدم تطابقه مع مضمون قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لتصدر بذلك المحكمة الدولية رأيها الاستشاري حول القضية في 16 أكتوبر 1975م معتبرة بأن الصحراء المغربية جزء لا يتجزأ قبل استعمارها من قبل إسبانيا بالإضافة إلى وجود روابط قانونية وولاء وبيعة بين سلاطين المغرب والقبائل التي تقيم بها.

    -دعوة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه للمسيرة الخضراء:

    وجاء خطاب جلالة الملك الراحل الحسن الثاني قدس الله روحه الذي دعا من خلاله إلى تنظيم مسيرة خضراء في اتجاه الصحراء المغربية مباشرة بعد اعتراف محكمة العدل بالحقوق التاريخية للمغرب في صحرائه قائلا في نصه الذي القاه من مراكش عبر الإذاعة والتلفزيون التي كانت ترابط بالقصر الملكي بمراكش : “ بقي لنا أن نتوجه إلى أرضنا الصحراء، التي فتحت لنا أبوابها قانونيا، اعترف العالم بأسره بأن الصحراء كانت لنا منذ قديم الزمن واعترف العالم لنا أيضا بأنه كانت بيننا وبين الصحراء روابط وتلك الروابط لم تقطع تلقائيا وإنما قطعها الاستعمار…، لم يبق شعبي العزيز إلا شيء واحد، علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرق المغرب إلى غربه”، فشكل بذلك إعلانه عن تنظيم هذه المظاهرة الجماعية السلمية نقطة تحول للمشهد السياسي المغربي الذي تعززت فيه سلطة الملك بقرار مشاركة أحزاب المعارضة الرئيسية في العملية السياسية والتخلي عن الكفاح المسلح.

    واستجابة لخطاب جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني قدس الله روحه، فتحت مكاتب متعددة بمختلف الأقاليم لاستقبال طلبات المتطوعين في المشاركة بالمسيرة، وانطلقت أول مجموعات للمشاركين من الراشيدية في 23 أكتوبر 1975م، فيما عملت عشرة قطارات بشكل يومي مستمر على امتداد اثني عشر يوما التالية على نقل المتطوعين إلى مراكش وأكادير ثم إلى ضواحي طرفاية.

    وجاء الخطاب الملكي لانطلاق المسيرة الشهير في الخامس من نونبر 1975م قائلا من خلاله: “غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء ،غدا إن شاء الله ستطؤون طرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز”، وانطلقت المسيرة الخضراء بمشاركة أزيد من 350 ألف مغربي %10 منهم عنصر نسوي.

    “ثم أعلن جلالته رحمه الله يوم 09 نونبر 1975م عن توقف المسيرة الخضراء ومطالبة المشاركين فيها بالعودة إلى مخيمات طرفاية وطانطان مادام انها حققت المبتغى”.