بقلم : ذ ـ يوسف السوحي
كشفت عموما جائحة كورونا عن افتقار جل الاحزاب المغربية إلى برامج ومشاريع تتناسب وطبيعة التحديات في زمن الازمة،والى كوادر وقيادات بامكانها المساهمة في سد الفراغ السياسي في مختلف مناطق المملكة المغربية،وطرح بدائل وحلول للمشاكل المتعددة التي أفرزتها كورونا خصوصا الجانب الاجتماعي وتأطير المواطنين…،الامر الذي سينعكس سلبا على أدوارها السياسية في المستقبل القريب .
وفي العاصمة الاسماعيلية مكناس ، كشفت جائحة كورونا عن الوجه الحقيقي لبعض الاحزاب الممثلة في البرلمان وكذا المجالس المنتخبة ،الامر الذي دفع بالساكنة الى التفكير في اعادة النظر في اختيارتها المستقبلية ،خصوصا أن تاريخ الاستحقاقات المقبلة أصبح قاب قوسين أو أذنى ،وأن تحركات اجتماعية وتأطيرية لبعض الاحزاب بنسب مختلفة كحزب الاستقلال عير منظماته وهياكله ،وحزب اليسار والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية…، يمكن أن يبعثر أوراق المشهد الإنتخابي بالمدينة، كما أظهرت مدى جسامة مسؤولية اختيارات الدكتور عبد الله بووانو رئيس مجلس جماعة مكناس في ظل غياب الامكانيات المالية اللازمة ،وجرأته في مواجهة مختلف الانتقادات والنزول الى الميدان للاجابة عن مختلف تساؤلات الساكنة ،كما نجح بنسبة كبيرة في عدم توقف بعض المشاريع المهيكلة بالمدينة ،و توظيف مختلف وسائل التواصل و البرامج الاذاعية والرقمية والمواقع الالكترونية،لتوضيح موقفه من منح الجمعيات هذه السنة، ،ومن المزايدات السياسوية المجانية للمعارضة،كما نجحت مكونات الاغلبية في مجلس جماعة مكناس من تخصيص ميزانية للمساعدات الغذائية (أكثر من 5000 قفة) والتحسيس والتعقيم بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني وشركات النظافة ، ناهيك عن مساهمة حزب العدالة والتنمية عبر أذرعها الجمعوية والدعوية في توفير القفة ومساعدات اضافية لألاف الاسر من أتباعه ومناضليه في مختلف أحياء مكناس ،كيف لا وهو الذي فاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات الجماعية أكتوبر 2015 ،ب25153 صوت من أصل 64520 كمجموع الاصوات الحقيقية المعبر عنها،مما مكنه من حصد 34 مقعدا من أصل 65 مقعد ،كما لمس الشارع المكناسي بشكل كبير التحركات السياسية والاجتماعية والتأطيرية …لحليفه في الاغلبية المسيرة للمدينة حزب التجمع الوطني للأحرار ،الذي حصل في الانتخابات الجماعية الاخيرة ،على 6917 صوتا من أصل 64520 كمجموع الاصوات الحقيقية المعبر عنها،تحركات شملت الجانب الاجتماعي للحد من تداعيات كورونا ،بتوزيع المساعدات الغذائية عبر مختلف هياكله التنظيمية والجمعوية ( المرأة والحمامة،والشبيبة…) ومساعدة التجار والمهنيين عن طريق غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بجهة فاس مكناس،وكذا تنظيمه للعديد من الندوات والدورات التكونية بطريقة زوم الالكترونية ،شأنه في ذلك شأن حزب العدالة والتنمية،مما جعل المكناسين والمكناسيات يقفون على القوة التنظمية لهذه الاحزاب والتعرف على وجوه جديدة وطاقات شابة بإمكانها حمل المشعل مستقبلا ،وفي نفس الوقت يكتشفون زيف خطابات بعض البرلمانين والمنتخبين المنتمين للمعارضة ( الاتحاد الدستوري ،والاصالة والمعاصرة )،والتي لم يظهر لها أثر خلال هذه الجائحة، واكتفت ببيان يتيم وحاولت للاسف الشديد الركوب على الموجة والمزايدة السياسية،وأماطت اللثام عن خطاباتها التضليلية وهشاشتها التنظيمية ،وهياكلها المتجازوة ،وأكدت للساكنة على أنها كائنات انتخابية اغتنت على حساب المال العام،وتبعث من رمادها مع حلول كل موسم انتخابي ،وعاجزة عن اتخاذ تدابير تنظيمية لمواجهة جائحة كورونا.