سلسلة مساجد مكناس : مسجد النجارين

  • الكاتب : أميرة السوحي
  • بتاريخ : مارس 11, 2025 - 2:38 م
  • الزيارات : 23
  • قلم الناس

    بمناسبة شهر رمضان المبارك ،وفي إطار الانفتاح على الموروث الثقافي والديني والتراث الحضاري بالعمالات والأقاليم المكونة لجهة فاس مكناس، وبغرض التعريف بها وباعلامها، تقدم جريدة  قلم الناس ،سلسلة حلقات حول المساجد بالمدينة العتيقة بالعاصمة الإسماعيلية بمكناس ،على اعتبار أن علاقة المغاربة بالمساجد هي علاقة وجدانية وروحية ،و شهر الغفران بالنسبة للمسلمين ،يتعطر بصلاة التروايح ،وبهذه المناسبة الدينية تستعد مساجد المدينة السلطانية  شأنها شأن باقي المساجد على الصعيد الوطني ، و كل مساجد العالم لاستقبال شهر رمضان المبارك ،بحيث تعتبر المساجد أهم سمات المدينة الإسلامية حيث تتمحور حولها الأحياء السكنية بالمدينة العتيقة(قبة السوق، تيزيمي النجارين،الصباغين،سيدي عمر،الدار الكبيرة،سيدي بابا،مرجان،النعيم ….)أو بالمدينة الجديدة (المنظر الجميل، حمرية ،البرج ..) ومختلف الأنشطة. كما كان المسجد يتوسط المدينة حتى يتيسر الوصول إليه لصلاة الجمعة من مختلف أطرافها.

    بحيث شرع القيمون على المساجد ، و معهم بعض المتطوعين في تنظيف المساجد و أفرشتها و مرافقها استعدادا لاستقبال الشهر الفضيل في أبهى حلة ممكنة . الى ذلك يشتغل القيمون على توفير المصاحف التي يساهم بها المحسنون عادة كتبرعات لفائدة المساجد.

    ثم هناك مراقبة و صيانة مكبرات الصوت و توفير الزرابي و الحصائر بالعدد الكافي ، إضافة إلى صباغة الجدران و تنظيفها . كل هذا من أجل إعداد بيوت الله لاستقبال المصلين في شهر الغفران في ظروف جيدة.

    ويرى الباحث بنفايدة أن مكناس عرفت ظهور العديد من المنشآت الدينية منذ نشأتها، لما لها من أدوار هامة في حياة الأفراد والجماعات، تعليمية وتثقيفية إلى جانب دورها الرئيسي في التعبد، «تضم المدينة اليوم أزيد من مائة مسجد تختلف من حيث مساحتها وزخرفتها ووظائفها، إذ نميز مساجد الخطبة التي تقام بها صلاة الجمعة، وأخرى خاصة بالصلوات الخمس، فيما توجد مساجد أخرى صغيرة في بعض الأحياء تقام بها فقط صلاة العشاءين، لأنها تستغل نهارا لتعليم الصغار. ومن أهم وأقدم مساجد مكناس نذكر مسجد النجارين والمسجد الأعظم ومسجد لالة عودة ومسجد البرادعيين ومسجد الأزهر.

    مسجد النجارين

    مسجد النجارين: يعرف بهذا الاسم لوقوعه في سوق النجارين. ويحمل اليوم اسم المسجد العتيق لأنه يعتبر أول مسجد للخطبة أقيم في عهد المرابطين.

    تبلغ مساحة هذا المسجد 550 مترا مربعا، ويتألف من أربعة صفوف وصحن، وباحات ومقصورة للخطيب وحفظ المنبر، ومستودع للقائم على التوقيت، وبيت الأموات. وبه اثنتا عشرة اسطوانة، إضافة إلى الأساطين المتصلة بالحائط. وفوق الأساطين أقواس يعلوها سقف المسجد. وله ثلاثة أبواب من بينها واحد صغير من الناحية الجنوبية وصومعة متوسطة الحجم.