سلسلة أولياء وأضرحة مكناس: سيدي عبد الرحمان المجذوب

  • الكاتب : الرحموني.م
  • بتاريخ : مارس 15, 2025 - 6:12 م
  • الزيارات : 40
  • قلم الناس

    سيدي عبد الرحمان المجذوب

    ـ سيدي عبد الرحمان المجذوب: هو عبد الرحمان بن عياد بن يعقوب بن سلامة. أصله من دكالة، حيث ولد بتيط سنة 1503 وتوفى سنة 1568. وبذلك فهو عاش أواخر الدولة الوطاسية وأوائل الدولة السعدية. في فترة عصيبة من تاريخ المغرب عرفت ضعف الحكم الوطاسي، وهو الضعف الذي تزامن مع التهديدات الإيبيرية على السواحل المغربية. ويوجد قبره في قبة داخل ضريح المولى إسماعيل.

     

    وكان سيدي عبد الرحمان المجذوب، يضيف بنفايدة، يعبر بشعر زجلي عميق حتى اعتبر فيلسوف الشعب، ومن أقواله نموذج يختصر الوضعية السياسية للمغرب آنذاك :

     

    تخلطات ولا بغات تصفا ** ولعب خزها فوق ماها

     

    رياس من غير تبا **** هما سباب خلاها

     

    يتميز كل «ولي» في المغرب بقضاء نوع معين من الحاجات: جلب الرزق، الزواج، الأولاد، منع الحسد، جلب المحبة والكراهية، إبطال السحر، إحداث الربط أو «الثقاف»! علاج الصرع، وغير ذلك من الرغبات. وخلف هذا الهدف، تكمن ظاهرة تقديم الذبائح والنذور و«الزيارات» أي مقدار من المال، يوضع في صندوق الضريح، أو يمنح لخدمه الذين يوجدون باستمرار، ويكونون رهن إشارة الزائرين.

    ويبدو أن هؤلاء الخدم كان لهم الدور الكبير في إشاعة كرامات الولي صاحب الضريح، ليزداد الناس إيمانا «ببركة الولي»، وفي كثير من الأحيان تلعب الصدفة دورها في تحديد تخصص الولي وقدرته على قضاء الحاجات؛ وكما هو معروف فإن المريض المغربي لا يبوح بسره وب (عاره) إلا في فضاء الضريح الساكن الموحي بالرهبة والخشوع، بل أحيانا يخاف أن يكشف للطبيب المختص عن سر مرضه!!

    إن أهم ما يميز الضريح في المغرب هو (القبة) «وهي الشكل الهندسي الأكثر ذيوعا في بناء الأضرحة، وترمز الى تلك القطيعة التي يحدثها المكان المقدس داخل إنسجام المكان العام، فهي بمثابة تلك الفتحة التي يمكن المرور بواسطتها من منطقة كونية إلى أخرى، فشكل بناء القبة المكعب، يرمز إلى قداسة المكان ولهذا تعتبر قبب الأضرحة البيضاء إحدى الصور والمظاهر التي يتم التعبير من خلالها عن اتصال العالم الأرضي الدنيوي بالعالم السماوي موطن تجريد وإطلاقية المقدس.»5 والجدير بالذكر أن كل ولي يقام له موسم سنوي احتفالا بذكراه، وعادة ما يكون بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف أو في فصل الربيع أو الصيف بعد موسم الحصاد. ويذكر الأستاذ عبد الكريم غلاب أن الاحتفال بالمواسم أو ذكريات رجال المدينة. وخاصة مولاي إدريس وسيدي علي بوغالب، كانت تشارك فيه جميع طبقات المجتمع الفاسي: الصناع والمعلمون وعمال وتجار وفلاحون وعلماء، رغم أن رجال الصناعة التقليدية يعتبرون هم القائمون على موسم مولاي إدريس مثلا، والحلاقون يعتبرون هم القائمون على موسم سيدي علي بوغالب 6. ونفس الشيء بالنسبة لموسم سيدي الهادي بنعيسى بمكناس وهكذا مع باقي المواسم في المدن الكبرى.

     

     

     

    يتميز كل «ولي» في المغرب بقضاء نوع معين من الحاجات: جلب الرزق، الزواج، الأولاد، منع الحسد، جلب المحبة والكراهية، إبطال السحر، إحداث الربط أو «الثقاف»! علاج الصرع، وغير ذلك من الرغبات. وخلف هذا الهدف، تكمن ظاهرة تقديم الذبائح والنذور و«الزيارات» أي مقدار من المال، يوضع في صندوق الضريح، أو يمنح لخدمه الذين يوجدون باستمرار، ويكونون رهن إشارة الزائرين.

    ويبدو أن هؤلاء الخدم كان لهم الدور الكبير في إشاعة كرامات الولي صاحب الضريح، ليزداد الناس إيمانا «ببركة الولي»، وفي كثير من الأحيان تلعب الصدفة دورها في تحديد تخصص الولي وقدرته على قضاء الحاجات؛ وكما هو معروف فإن المريض المغربي لا يبوح بسره وب (عاره) إلا في فضاء الضريح الساكن الموحي بالرهبة والخشوع، بل أحيانا يخاف أن يكشف للطبيب المختص عن سر مرضه!!

    إن أهم ما يميز الضريح في المغرب هو (القبة) «وهي الشكل الهندسي الأكثر ذيوعا في بناء الأضرحة، وترمز الى تلك القطيعة التي يحدثها المكان المقدس داخل إنسجام المكان العام، فهي بمثابة تلك الفتحة التي يمكن المرور بواسطتها من منطقة كونية إلى أخرى، فشكل بناء القبة المكعب، يرمز إلى قداسة المكان ولهذا تعتبر قبب الأضرحة البيضاء إحدى الصور والمظاهر التي يتم التعبير من خلالها عن اتصال العالم الأرضي الدنيوي بالعالم السماوي موطن تجريد وإطلاقية المقدس.»5 والجدير بالذكر أن كل ولي يقام له موسم سنوي احتفالا بذكراه، وعادة ما يكون بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف أو في فصل الربيع أو الصيف بعد موسم الحصاد. ويذكر الأستاذ عبد الكريم غلاب أن الاحتفال بالمواسم أو ذكريات رجال المدينة. وخاصة مولاي إدريس وسيدي علي بوغالب، كانت تشارك فيه جميع طبقات المجتمع الفاسي: الصناع والمعلمون وعمال وتجار وفلاحون وعلماء، رغم أن رجال الصناعة التقليدية يعتبرون هم القائمون على موسم مولاي إدريس مثلا، والحلاقون يعتبرون هم القائمون على موسم سيدي علي بوغالب 6. ونفس الشيء بالنسبة لموسم سيدي الهادي بنعيسى بمكناس وهكذا مع باقي المواسم في المدن الكبرى.