حكومة العثماني تفشل في الحد من انتشار كورنا ،وتتخد قرارات مرتبكة.

بقلم :ذ ـ يوسف السوحي

نفهم من خلال مضمون الخطاب الملكي السامي بمناسبة ثورة الملك والشعب لسنة 2020،أن الاخطار الاجتماعية والاقتصادية و الصحية لجائحة كورونا لازالت تحيط بخاصرة المغرب والمغاربة،وان الحكومة فشلت في إقناع المغاربة بالشروط الاحترازية لهذا الوباء الذي تعددت فيه الاراء فضاعت الحقيقة، خطاب  بمثابة انذار اخير لاعلى سلطة في البلاد ،رمى بالكرة في مرمى المغاربة ،وحمّل جزء منهم مسؤولية الاسهتار والتقصير في المسؤولية والوعي بخطورة المرحلة ،وأظهر أن الدولة عملت أكثر من جهدها لمحاربة كوفيد 19 ،ووظفت كل امكانيتها  المالية من أجل الحد من انتشار الوباء،لكن تهور المواطن المغربي أفسد فرحت رئيس الحكومة المغربية ،الذي أعلن في الاسبوع الماضي إنتصاره على كورونا وتطويقه للأزمة في مشهد “دونكيشوتي” غريب، فارتفاع عدد الاصابات بكورونة،وإرتفاع عدد الوفيات ،كشف الستار عن ارتباك الحكومة  وفقرها في ايجاد حلول تذبيرية مستعجلة وتوظيف العديد من الامكانيات المتاحة ، وإنتاج خطاب المواجهة الواعية بالمرض وتقوية الارادة الشعبية في محاربته ،عوض  البكاء والصراعات الانتخابية المجانية وشراء السيارات الفخمة والاستمرار في سياسة التفطحات واستنزاف مالية الدولة و قضاء المصالح الشخصية..، فأين هو تفاؤل وزير الصحة أيت الطالب ووعوده بإعداد خطته لمكافحة الوباء وفتح مراكز محلية واقليمية وجهوية للكشف عن الوباء ،وتهيئ أقسام الانعاش بالمعدات اللازمة ، أين هم مفشي  وزير التشغيل ،وأين زياراتهم الميدينة للمعامل والضيعات للوقوف على احترام  شروط الوقاية ووجود أدوات التعقيم  والحماية من المرض؟ ، لماذا سكت وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش  عن مسؤوليته في انطلاق العمل بالضيعات الفلاحية التي أنبتت لنا  بؤر لكورونا ،  ألم تكن مسؤوليته واضحة في عيد الأضحى وصراع البحث عن الأضاحي مما زاد طين كورونا بلة؟  ولماذا اختفى وزير التجارة مولاي حفيظ العلمي الذي أنشئ لنا  مصانع تنتج كورونا؟ بعدما كان دائم الحضور والفرجة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ليقدم لنا الاختراعات حول معدات التنفس الاصطناعي والكمامات ، ثم اختفى فجأة بعد الارتفاع المهول للإصابات بسبب البؤر الصناعية والمهنية؟ ولماذا فشل في مراقبة وتتبع ومواكبة وضبط هذه المصانع والمعامل؟لأنه لايعقل أن ترتبك حكومة بأكملها في مواجهة ألف أو ألفين مصاب ،في الوقت الذي نجد فيه دول أخرى مجاورة عربية وغربية ،تسجل الالاف من الاصابات يوميا،وعدد الوفيات بالالاف ،ومع ذلك تواجه بحزم الجائحة،ومستمرة في تنزيل استراتيجيتها لمحاربة الوباء،عكس حكومتنا التي تتفنن في تكريس ثقافة الازمة،وتصدر في كل يوم قرار،بل من العبث أن تتحدث  الحكومة عن الاعتناء بالمرضى وعن امتلاء المسشفيات بفاس ومراكش …،وواقع الحال يؤكد غير ذلك،ونفترض أن المستشفيات إمتلأت عن اخرها،فلماذا لا يتم توظيف القوى الحية للوطن و القطاع الخاص والاحياء الجامعية والاقامات السياحية للوزارات والتابعة للقطاع العمومي والخاص ،والمركبات الاجتماعية والرياضية والتخيمية لايواء المصابين في ظروف انسانية  ،لماذا لا  يتحمل البرلمان و الجماعات المحلية و المجالس الاقليمية والجهوية مسؤوليتها وتجند امكانياتها البشرية والمالية في توفير الكمامات وادوات التعقيم والتحسيس والتوعية ؟ عوض دخولها في حمى الاستعداد للانتخابات المقبلة ،و لماذا لا يتم اعتماد العلاج بالمنازل للمخالطين وتجنيد تلاميذ معاهد التمريض والهلال الاحمر  والجمعيات التربوية الوطنية والمنظمات الكشفية التي تتوفر على مهارات تربوية واجتماعية ،لمساعدة الاطباء والتخفيف عنهم عوض نهج سياسة التهويل والتخويف .

إن حقيقة ما يقع اليوم ببلادنا ،يدل دلالة قاطعة على انعدام الثقة بين المغاربة وخطابات واجراءات حكومة العثماني،وأننا نؤدي اليوم ضريبة فشل  الدولة والطبقة السياسية في خلق مجتمع المعرفة ،وضعف الاستراتيجيات التعليمية والتربوية ،التي أنتجت للاسف الشديد مواطن متهور غير واعي بخطورة المرحلة …يتبع