قلم الناس: متابعة
عودة رئيس سابق للمشهد السياسي.. محاكمات قضائية.. إدانات في قضايا جنائية.. أسئلة حول قدرات الرئيس الذهنية الذي هو أيضاً مرشح رئاسي.. محاولة اغتيال.. وتنحي متأخر للرئيس من السباق كي تحل مكانه نائبته التي قد تصبح أول سيدة تشغل منصب رئاسة الولايات المتحدة.
لا توجد انتخابات رئاسية في التاريخ الأمريكي حفلت بكل هذه الأحداث الدراماتيكية والمفاجآت السياسية والقضائية التي تشكل كل مفاجأة منها حدثاً قد يغير نتيجة الانتخابات الأكثر سخونة منذ عقود.
رغم أن حكومات العالم تنتظر نتيجة الانتخابات كي تستعد للسياسات المحتمل أن ينتهجها الرئيس القادم في يناير، إلا أن نتيجة هذه الانتخابات سوف تكون الأكثر تبايناً في الرؤى بين مرشح الحزب الديمقراطي ومرشح الحزب الجمهوري على نحو لم يحدث مع أي انتخابات أمريكية على مدار عشرات السنوات.
لكن أهمية هذا المشهد الانتخابي أنه يلخص أزمة الحزبين السياسيين المهيمنين على الرئاسة خلال عمر الجمهورية الأمريكية.يمر الحزب الجمهوري بأزمة مع ترشيح دونالد ترامب لمنصب الرئاسة في انتخابات 2016، وبالتالي الإطاحة بالأسماء التي كانت تحصل تقليدياً على ترشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية، مثل جيب بوش، الحاكم السابق لفلوريدا وابن الرئيس السابق جورج بوش، وشقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش، لصالح رجل أعمال وترفيه من خارج المؤسسة الحاكمة
أما الحزب الديمقراطي فتمثلت أزمته في التخبط الذي أصابه بعد هزيمة هيلاري كلينتون في انتخابات 2016 أمام ترامب، ثم اختيار نائب الرئيس السابق جو بايدن في انتخابات 2020 كي يكون قادراً على إيقاف مسيرة ترامب نحو ولاية رئاسية ثانية. حينها قال بايدن الذي كان يبلغ السابعة والسبعين من العمر في تجمع انتخابي حاشد في ديترويت في مارس 2020 إنه يعتبر نفسه “جسرًا” لمن أسماهم بـ”جيل كامل من القادة” و”مستقبل هذه البلاد”.
لكنه قرر أن يخوض الانتخابات القادمة مع نائبته كامالا هاريس أمام ترامب.
تزايدت الضغوط على بايدن من أجل الانسحاب من السباق الانتخابي. وأتت الضغوط من داخل قيادات الحزب الديمقراطي الذين شعروا أن بايدن أصبح عبئاً انتخابياً بسبب تقدمه في العمر وافتقاده الحيوية الذهنية التي تمتع بها خلال مناظراته التلفزيونية أمام ترامب عام 2020. تمسك بايدن بالبقاء في السباق رغم نصائح نواب الحزب في الكونغرس، خصوصاً بعد مناظرته التلفزيونية الأولى أمام ترامب في السابع والعشرين من يونيو الماضي.
حينها بدا بايدن مرهقاً أمام ترامب الذي حاول أن يستغل نقطة ضعف خصمه وهي السن، رغم أن الفارق بينهما في العمر لا يتجاوز أربع سنوات. وسائل الإعلام الأمريكية قالت إن المناظرة بين الرجلين “اتسمت بإجابات مرتبكة من قبل الرئيس الحالي، وأكاذيب وتصريحات مغلوطة من قبل سلفه”.
و يعتمد مستقبل الحزب الجمهوري على المدى الطويل على نتيجة الانتخابات القادمة. وفق كالفن دارك فإن الحزب الجمهوري أمام ثلاث احتمالات. الأول هو فوز ترامب وحينها “ستصبح أيديولوجية MAGA “جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” الخاصة به هي المنصة الدائمة للحزب الجمهوري وستمهد الطريق لقادة MAGA في المستقبل، مثل جيه دي فانس، لمواصلة حركة ترامب بعد ولايته الثانية.
أما الاحتمال الثاني فهو خسارة ترامب بهامش صغير، وحينها “سنرى صراعًا داخليًا على السيطرة بين الجمهوريين MAGA والجمهوريين البراجماتيين الذين سيصرون على أن الحزب الجمهوري MAGA لا يمكنه الفوز في الانتخابات.” فيما الاحتمال الثالث وهو خسارة خسر ترامب بهامش كبير، حيث “سنشهد ظهور حزب جمهوري يستند إلى المبادئ الجمهورية التقليدية إلى جانب بعض عناصر أيديولوجية MAGA لاسترضاء أنصار ترامب المتشددين.”
أما الحزب الديمقراطي فيبدو موحداً حول هدف وحيد وهو هزيمة ترامب في الانتخابات القادمة، وتأجيل انقساماته لما بعد الانتخابات. ولهذا فإن “الديمقراطيين التقدميين لا ينتقدون مواقف هاريس الصارمة بشأن الهجرة والشؤون الخارجية والبيئة وامتلاك الأسلحة لأنهم يعرفون أنها لا تستطيع الحصول على الدعم الواسع الذي تحتاجه للفوز إذا ركزت على السياسات ذات الميول اليسارية”، وفق رؤية دارك.
إرسال تعليق