قلم الناس: متابعة
عقد المكتب الوطني للسكك الحديدية، يوم الأربعاء 15 يناير 2025، مجلسه الإداري برئاسة عبد الصمد قيوح وزير النقل واللوجستيك وقد خصصت أعمال هذه الدورة، إلى تدارس النتائج المرتقبة لسنة 2024 والمصادقة على ميزانية سنة 2025.
وفي مستهل كلمته الافتتاحية لأشغال هذا المجلس، أكد الوزير على التطور الذي شهده القطاع السككي في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، خلال العقدين الأخيرين، من خلال تحقيق مشاريع مهيكلة مكنت من تعزيز مكانة السكك الحديدية المغربية كرافعة أساسية للتنقل المستدام، منخفض الانبعاثات الدفيئة وذو تأثيرات اجتماعية واقتصادية جلية على المجتمع.
من جهته، استهل محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، كلمته بالتذكير بأن سنة 2024 شهدت أحداثا هامة، من أبرزها، توقيع اتفاقيات هامة بين المغرب وفرنسا تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية الفرنسية. ومن بين هذه الاتفاقيات، الاتفاق الخاص باقتناء 18 قطاراً جديداً فائق السرعة، في إطار مشروع توسيع خط القطار فائق السرعة من القنيطرة إلى مراكش.
بعد ذلك، قدم المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية نظرة شمولية عن السنة الماضية قبل استعراض تفاصيل ميزانيات سنة 2025 والفرضيات المعتمدة في إعدادها.
وتؤكد سنة 2024 ترسيخ الأداء الاقتصادي والتجاري الجيد الذي سجله المكتب، وتمثل خطوة هامة في تحقيق الدورة التنموية الجديدة للمكتب. وبذلك انتهت سنة 2024 بنمو استثنائي وأرقام قياسية: تسجيل نقل 55 مليون مسافر الذين اختاروا القطار لسفرهم، أي بزيادة 4% مقارنة بالسنة الماضية. وتأكيدا على جاذبية البُراق والنمو المستدام لنشاط القطارات الفائقة السرعة، وتماشيا مع التوقعات، تم نقل أكثر من 5.5 مليون مسافر، بزيادة قدرها 5% مقارنة بسنة 2023.
كما تميز نشاط نقل البضائع خلال سنة 2024 بأداء استثنائي، على الرغم من الظرفية الدولية التي اتسمت بالاضطرابات الاقتصادية وتقلب أسعار المواد الأولية. فقد تم نقل 20 مليون طن من البضائع، مما يمثل زيادة بنسبة 17% مقارنة بسنة 2023.
أما بالنسبة لرقم المعاملات الإجمالي لسنة 2024، فيتوقع أن يتجاوز 4,7 مليار درهم، بفضل النمو المستمر لنشاط نقل المسافرين والانتعاش الجيد لنشاط نقل الفوسفاط، مما يعكس زيادة بنسبة تفوق 9% مقارنة بسنة 2023.
ويواصل المكتب الوطني للسكك الحديدية تحكمه في ترشيد النفقات، رغم سياق دولي يتسم بالتضخم في أسعار المواد والطاقة. وبالتالي، يتوقع المكتب تحقيق مستوى إيجابي للأرباح EBITDA (خارج اقتطاع الفوائد والضرائب والاستهلاك والقرض) لسنة 2024 بقيمة 1,8 مليار درهم، بزيادة 9% مقارنة بسنة 2023، أي أكثر من ضعف المستوى المسجل سنة 2019 (السنة الأولى لتشغيل مشاريع الدورة التنموية الأخيرة)، مما يعكس الأداء الممتاز للمكتب الوطني للسكك الحديدية.
بخصوص الميزانيات المخصصة لسنة 2025، فقد صممت على ضوء التوجهات الواردة في مشروع قانون المالية لسنة 2025، والتي تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي للبلاد وتطوير الاستثمارات، مع الأخذ بعين الاعتبار تنظيم بلادنا لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025 والاستعداد لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030. كما أنها تنخرط في إطار مبدأ ترشيد النفقات لمواجهة تقلبات أسعار المواد الأولية والتضخم. وتستمر هذه الميزانيات في تعزيز الأداء الاستثنائي الذي تم تحقيقه في السنوات الأخيرة من خلال أنشطة نقل المسافرين والبضائع، مع مواصلة ترشيد النفقات لمواجهة التقلبات المتعلقة بأسعار المواد الأولية والتضخم.
وبهذا تتوقع ميزانيات سنة 2025 نموًا مستمرًا في نشاط المسافرين بهدف نقل 57 مليون مسافر، بزيادة 4% مقارنة بتوقعات إنهاء سنة 2024، وارتفاع في نشاط نقل البضائع ليصل إلى 21 مليون طن.
وتستند توقعات سنة 2025 على زيادة في نقل المسافرين والبضائع، مع تحقيق رقم معاملات قياسي سيتجاوز 5 مليارات درهم، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 6% مقارنة بسنة 2024. ومن المتوقع تحقيق مستوى إيجابي للأرباح EBITDA قد يبلغ 1.9 مليار مما يعكس استمرار التحسن مقارنة بتوقعات إنهاء سنة 2024.
وفيما يتعلق بالاستثمارات، فترتكز بالأساس على الانطلاق الفعلي للدورة التنموية الجديدة للمكتب، التي تتمحور حول مشاريع مهيكلة في أفق 2030: تمديد الخط فائق السرعة ليصل إلى مراكش، وتوفير خدمة جديدة من نوع القطار الجهوي (RER) في الجهات الرئيسية بالمملكة، واقتناء قطارات جديدة، وتشييد محطات جديدة… ستُمكن هذه المشاريع المهيكلة من تعزيز مكانة السكك الحديدية كعمود فقري للتنقل المستدام بالمملكة، خاصة في إطار الاستعداد لكأس العالم 2030 الذي ستنظمه بلادنا.
وقبل انتهاء أشغال هذه الدورة، هنأ أعضاء المجلس الإداري مجموع متعاوني المكتب على المجهودات المبذولة للتحقيق المتواصل لهذه الإنجازات والمساهمة الفعلية في استباق متطلبات التنقل المستدام.
وفي نهاية الاجتماع، رفع أعضاء المجلس برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
إرسال تعليق