المغرب كقوة رائدة في مجال الزراعة التجديدية داخل القارة الإفريقية

  • بتاريخ : فبراير 14, 2025 - 2:00 م
  • الزيارات : 45
  • قلم الناس: متابعة

    أكد تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات الإفريقية بجامعة “Nanyang” التكنولوجية في سنغافورة أن المغرب يبرز كقوة رائدة في الزراعة التجديدية داخل القارة الإفريقية، التي تعد من بين أكثر المناطق جفافًا في العالم بعد أستراليا.

    أوضح التقرير أن الزراعة التجديدية تُستخدم في الدول الغربية لمكافحة التغير المناخي عبر الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، بينما في إفريقيا، يتم التركيز على تحسين صحة التربة ومكافحة التصحر وزيادة إنتاجية المحاصيل.

    وأشار التقرير إلى أن الشركات الزراعية الكبرى، مثل “Olam Agri”، باتت تتوجه إلى إفريقيا لضمان استدامة سلاسل التوريد، مما يخلق فرصًا فريدة للتعاون مع المغرب في تطوير حلول زراعية مستدامة.

    وأضاف التقرير أن المغرب، الذي يضم 350 مليون مزارع صغير، عمل على إنشاء نماذج زراعية منخفضة الكربون، مما مكنه من تقديم حلول تتناسب مع احتياجات القطاع الزراعي في إفريقيا، وتحقيق أرباح من الائتمانات الكربونية.

    واعتبر التقرير المغرب قصة نجاح زراعية إفريقية، مشيرًا إلى أن “مخطط المغرب الأخضر” ساهم في رفع صادرات القطاع بنسبة 117%، بقيمة بلغت 3.5 مليار دولار، إلى جانب خلق 342 ألف وظيفة جديدة بحلول عام 2020. كما جعل قطاع الأغذية الزراعية يمثل 21% من إجمالي صادرات المغرب.

    وانتقل المغرب إلى تنفيذ “مخطط الجيل الأخضر 2020-2030″، الذي يهدف إلى استدامة الإنتاج الزراعي ورفع 400 ألف أسرة زراعية إلى الطبقة المتوسطة.

    أحد العوامل الرئيسية لنجاح المغرب في الزراعة المستدامة هو دور “مجموعة OCP”، التي تعتبر أكبر منتج للفوسفات في العالم ورابع أكبر مصدر للأسمدة، حيث بلغت إيراداتها عام 2023 حوالي 9 مليارات دولار.

    وقد أطلق “OCP” برنامج “المثمر”، الذي يوفر خدمات الإرشاد الزراعي، ويساعد المزارعين على تبني تقنيات الزراعة بدون حرث، مما يعزز الحفاظ على رطوبة التربة وتقليل انبعاثات الكربون. وحقق البرنامج نجاحًا بارزًا، حيث ارتفعت إنتاجية المحاصيل بنسبة 30%، بينما تم تحويل 32,710 هكتارات إلى الزراعة بدون حرث.

    كما أطلقت “InnovX”، التابعة لـ”OCP”، مشروع “Tourba”، الذي يدعم المزارعين في الزراعة الكربونية، ويهدف إلى تحويل 6 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية المتدهورة عبر إفريقيا وأمريكا الجنوبية بحلول 2030.

    ويواصل المغرب تعزيز شراكاته الإفريقية، حيث أطلقت “OCP Africa” برنامج “Agribooster” في أربع دول رئيسية في غرب إفريقيا، ما أدى إلى زيادة محصول الذرة بنسبة 48% في نيجيريا، والدخن بنسبة 63% في السنغال.

    كما أنشأ “OCP” مصانع للأسمدة في نيجيريا وغانا وإثيوبيا، وابتكرت تركيبات أسمدة مخصصة لكل بلد، مما ساهم في رفع إنتاجية القمح والذرة في إثيوبيا بنسبة 37%.

    وأبرز التقرير أن الشركات الزراعية الآسيوية، مثل “Olam Agri”، تسعى للاستفادة من الخبرات المغربية في الزراعة التجديدية، حيث أطلقت برامج مماثلة في كوت ديفوار لإنتاج القطن التجديدي المعتمد دوليًا، وهو نموذج يمكن تطبيقه على محاصيل أخرى في إفريقيا.

    بفضل هذه الاستراتيجيات، أصبح المغرب شريكًا رئيسيًا في تحويل الزراعة الإفريقية، ليس فقط من خلال إنتاج الأسمدة، ولكن عبر تقديم حلول متكاملة ومستدامة تعزز الأمن الغذائي وتدعم صغار المزارعين في مختلف أنحاء القارة.