قلم الناس: متابعة
رغم الإعلان عن تعليق شعيرة عيد الأضحى لهذه السنة، بسبب تداعيات الجفاف وقلة القطيع الوطني، شهدت الأسواق الأسبوعية في عدد من مناطق المغرب، امس الأحد 18 ماي 2025، حركة نشطة وإقبالا واسعين من طرف المواطنين على شراء الأضاحي، في مشهد يعكس تمسك شرائح واسعة من المغاربة بعادة اقتناء الأضحية، سواء لأغراض رمزية أو اجتماعية، أو لإقامة ولائم عائلية.
في سوق “علال البحراوي” بإقليم الخميسات، كما في سوق “ولاد الصباح” بالصخيرات ضواحي الرباط، بدا أن المشهد لم يختلف كثيرا عن المواسم الماضية. عرض وفير من الأكباش بمختلف الأحجام والجودة، تتراوح أسعارها بين 2000 و6000 درهم، فيما انشغل المواطنون بالمفاصلة والاختيار، وسط انخفاض ملحوظ في الأسعار مقارنة بالأعوام السابقة.
عدد من المواطنين أكدوا أنهم استفادوا من تراجع الأسعار بشكل كبير، حيث وصلت التخفيضات إلى نحو 50 في المئة مقارنة بما كانت عليه الأسعار قبل الإعلان عن قرار تعليق النحر. أحدهم، اقتنى خروفا بـ1800 درهم، بعدما كان سعره قبل أيام قد يتجاوز 5000 درهم، حسب قوله، معبرا عن ارتياحه لما وصفه بـ”الفرصة”.
وتتنوع دوافع اقتناء الأضاحي هذه السنة، حيث أشار بعض المواطنين إلى نيتهم في استخدامها في إقامة ولائم عائلية، بينما حرص آخرون على اقتنائها التزاما بالعادة والمظهر، حتى وإن لم تتم عملية الذبح بالشكل التقليدي المعتاد، كما فضل عدد من السكان، خصوصا من المدن المجاورة، التوجه إلى الأسواق الأسبوعية الكبرى، مثل سوق علال البحراوي، بحثاً عن جودة أفضل وأسعار مناسبة.
وفي مشهد مألوف، جابت عربات “تريبورتور” أزقة الأحياء وهي تنقل الأكباش إلى منازل أصحابها، ما يعكس استمرار تقاليد عيد الأضحى لدى الكثير من الأسر، رغم الظرفية الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وتأتي هذه التحركات الشعبية في سياق اجتماعي خاص، حيث تم تعليق شعيرة النحر بناء على تقييم وطني لوضعية القطيع الفلاحي، بعد سنوات من الجفاف ونقص التساقطات، ما أثّر سلبا على إنتاج اللحوم وظروف تربية المواشي، ورغم ذلك، يصر عدد من المغاربة على التشبث بجوانب من تقاليد العيد، كل بحسب قدرته وظروفه.
إرسال تعليق