عرف حزب التجمع الوطني للأحرار حركية سياسية وتنظيمية ملموسة منذ تولي السياسي ورجل المال والأعمال والمهندس عزيز أخنوش، قمرة قيادة طائرة حزب أحمد عصمان والطيب بن الشيخ…،ولا يجادل إثنان في كون الرجل ساهم بتجربته الميدانية والحكومية في إخراج النسخة الثانية لهذا الحزب بإيديولوجية ليبرالية إجتماعية، وتمكن من تغيير تلك الصورة النمطية التي كانت لصيقة بحزب الحمامة كحزب إداري يفتتح دكاكينه أي “مقراته” أوقات الانتخابات ، إلى حزب سياسي له هوية سياسية وهياكل تنظيمية وبرنامج عمل صاغته طاقات الشابة بالمدن والقرى المغربية و بمقاربة تشاركية بدأت ب 100 يوم 100 مدينة، وانتهت بصياغة مشروع مجتمعي أطلق عليه الحزب إسم” مسار الثقة”، صاحبته حملة اعلامية ضخمة، استطاع معها الحزب إقناع المغاربة بجدوى إختياره لقيادة الحكومة في انتخابات 8 شتنبر 2022،لكن للأسف الشديد كل هذه التحولات الجوهرية في خطاب وممارسة عملية تجديد النخب على مستوى القيادة المركزية،لم يكن متاحا تنسيقية العاصمة الاسماعيلية مكناس ،إذ بالرغم من المجهودات التي بدلها الشاب البرلماني بدر الطاهري ،في خلق تنسيقية تضم العديد من المنتخبين والمناضلين والمناضلات ،ومحاولة إستقطاب قوى الضغط بالعالم القروي للإقليم ،إلاّ أنه تعرض لمقاومة شرسة من الحرس القديم وحماة “هبل” بحزب الحمامة، المستفيدين الحقيقين بمكناس من حزب أخنوش ،واليوم يلاحظ الشارع السياسي المكناسي ،إتساع رقعة الاحتجاج والاختلاف من داخل الحزب،ومطالبة القائمين عليه بالتجديد وتطعيم التنسيقية بأطر فعلية، تتميز بالنزاهة والمصداقية والكفاءة العلمية والقدرة التدبيرية والخبرة الميدانية والعلاقات الاجتماعية وليست كائنات سياسية تتقن فن التملق للألهة الحزبية، وتطبّل في المواسم الانتخابية..،ولعل مجيئ القيادات الوطنية لحزب التجمع الوطني للأحرار إلى العاصمة الاسماعيلية مكناس،في العديد من المناسبات ،لا دليل على وجود أزمة تنظيمية خطيرة قد تعصف بالمقعد البرلماني في الانتخابات الجزئية المقبلة في شهر يوليوز، أزمة بدأت ملامحها تتضح مع إنتخاب المهندس والاطار الوطني لأول مرة التجمعي جواد باحجي على رأس مجلس جماعة مكناس، والمقاومة الداخلية التي يتعرض لها من أبناء جلدته بالحزب وغيرهم ، ومحاولة خلق نوع من التحالفات الهجينة بصحبة بعض المنتخبين المعروفين لدى المكناسين والمكناسيات بسوء تدبيرهم لبعض المؤسسات و في المجالس السابقة ..،لفرملة تحركاته وعزله عن محيطه ،وخلق نوع من البلبلة و البلوكاج وشن حملة إعلامية شرسة ،الغرض منها تشتيت تركيزه على العديد من الملفات والاختلالات في عملية تدبير وتسيير بعض أقسام ومصالح الجماعة، بالإضافة إلى الحد من تحركاته الحزبية ومحاولته خلق ثقافة جديدة داخل الحزب مخالفة لثقافة “الشيخ والمريد” السائدة داخل الحزب، والقطع مع كل ممارسات وتصرفات الحرس القديم التي للاسف الشديد لا تملك شرعية الانجاز وعمل القرب.
إرسال تعليق