ازدهار فن الراب في المغرب: مواهب متألقة في غياب الدعم الإنتاجي

  • الكاتب : أضرضور. لحسن
  • بتاريخ : أبريل 11, 2025 - 7:20 ص
  • الزيارات : 22
  • قلم الناس

    في السنوات الأخيرة، شهد فن الراب في المغرب قفزة نوعية غير مسبوقة، حيث برز عدد من الفنانين الشباب الذين نجحوا في خلق جمهور واسع داخل وخارج البلاد. لم يعد الراب مجرد تعبير شبابي عابر، بل أصبح حركة ثقافية وفنية تحمل رسائل اجتماعية قوية، وتترجم نبض الشارع المغربي بلغته البسيطة والصادقة.

     

    من أبرز مظاهر هذا الازدهار هو تنوّع الأساليب الموسيقية، وجودة الكلمات، وقدرة العديد من الرابّورز على جذب اهتمام ملايين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، مثل يوتيوب وإنستغرام وسبوتيفاي. فنانون مثل “درݣانوف”، و”الغراندي طوطو”، و”دون بيغ”، وغيرهم…، أصبحوا رموزًا شبابية تجاوزت شهرتهم حدود المغرب.

     

    ورغم هذا النجاح الملحوظ، يظل غياب شركات إنتاج قوية ومتخصصة في هذا المجال عائقًا حقيقيًا أمام استثمار هذا الزخم وتحويله إلى صناعة متكاملة تدر الأرباح وتوفر فرص الشغل. فمعظم الفنانين يعتمدون على مجهوداتهم الفردية أو دعم من بعض المبادرات المحدودة، مما يجعل الاستمرارية والتطوير أمرًا صعبًا.

     

    الأمر الذي يثير الانتباه هو أن فن الراب عالميًا يحقق عائدات ضخمة تتجاوز مليار دولار سنويًا، مما يجعل من هذا النوع الفني واحدًا من أكثر القطاعات ربحًا في مجال الموسيقى. إذا ما توفرت البنية التحتية والدعم الإنتاجي في المغرب، يمكن لهذا الفن أن يتحول إلى صناعة قوية تدعم الاقتصاد الوطني، وتبرز صورة إيجابية عن الشباب المغربي المبدع.

     

    باختصار، الراب في المغرب ليس فقط موجة فنية، بل هو تعبير ثقافي حيّ، يحمل في طياته فرصًا هائلة للنمو والابتكار، شرط أن يحظى بالدعم المؤسسي والإنتاجي الكفيل بتحويله من مجرد ظاهرة شبابية إلى صناعة راسخة الأقدام.

    سؤال يُطرح بقوة في ظل الغياب شبه التام لشركات إنتاج كبرى في ساحة الراب المغربي: هل تتخوف هذه الشركات من طبيعة هذا الفن الذي يتميز بحرية التعبير والانتقاد المباشر؟ أم أن المشكلة أعمق وتتعلق بعدم إيمانها بإمكانياته الربحية؟