قلم الناس : مكناس
بقلم :ذ ـ يوسف السوحي
شكّل استقبال رئيس مجلس جماعة مكناس السيد جواد باحجي،لبعض الجمعيات الممثلة للتجار بالمدينة العتيقة ،حدثا مهما في مسار هذا المجلس ،على اعتبار أن ملف التجار وأسواقهم بمكناس صاحب أولوية ،وكان ولا يزال يشكل جوهر المشاكل الاقتصادية الحقيقية للساكنة ،و إقدامه على هذه الخطوة وفتحه لأحد أهم الملفات الحساسة والاساسية في التنمية المحلية للمدينة ،وبالجلوس مع هذه الجمعيات التي ليست هي الوحيدة بالمناسبة التي تمثل التجار بالمدينة ..،سيتم عن طريقها تحريك بعض البرك الاسنة بالحاضرة الاسماعيلية ،والكشف عن الايادي السياسية المتواجدة بالمجالس المنتخبة ،التي تعبث بمستقبل الرواج التجاري بمكناس،وتتلاعب بالعديد من المشاريع التنموية التي كان بإمكانها خلق فرص للشغل وتنمية المدينة العتيقة،وبالعودة لأصل المشكل بين هذه الجمعيات ،نجد أن الإنتماءات السياسية والحركية والولاءات الانتخابية ،هي من عصفت بكل المشاريع التي عرفتها المدينة العتيقة،بدءا بإخلاء السكاكين سابقا وسوق باب الرحة والاسواق النموذجية بمختلف مناطق العاصمة الاسماعيلية “سهل مبروكة نموذجا “،وسوق أجلال وسوق وين العابدين وصولا إلى تجربة سوق “اجميلية ” الذي يعاني من ولادة قيصرية بسبب الصراعات الخفية والعلنية بين مجموعة من التيارات الدينية والسياسية ،التي ترغب في جعل هذه الاسواق حدائق خلفية لمعاركها االانتخابية بالمدينة ،وهنا يجب التأكيد على ان تدهور الوضع التجاري بمكناس،مقارنة بفاس ومراكش..،
وانتشار الكساد وفقدان ثقة الساكنة في هذه الاسواق ،هو نتيجة حتمية لهذه الصراعات والتجادبات ،فالتحريض على التجار و احتلال الملك العمومي وتشجيع الفراشة والباعة الجائلين وخرق تصميم التهيئة بتجزئة أجلال لفائدة التجار الكبار ..كلها أسباب حقيقية تؤكد على وجود نخب سياسية فاسدة معروفة بالمدينة العتيقة ، تستغل منذ سنوات هذا الوضع لبناء صرح سياسي وهمي،سرعان ما تكشفه الارقام والمعطيات الانتخابية ..،لهدا فجلوس السيد باحجي مع هذه الجمعيات وغيرها ،لمعالجة ملف تجار المدينة العتيقة يجب ألا يقف عند “ويل للمصلين ” وتبادل التصريحات والصور ،بل يجب أن يكشف اسماء كبار المنتخبين المتورطين في هذا الملف والمستفيدين من ريعه ،هم واهلهم والمقربين منهم ،ويفتح تحقيق في الخروقات التعميرية التي عرفها تصميم التهيئة الخاص بالمدينة العتيقة ،تجزئة أجلال نموذجا،وسوق زين العابدين بالهديم،كما يجب أن يسرع رئيس مجلس جماعة مكناس في إخراج سوق اجميلية وفتح الأبواب الثانوية بعد تنزيل نزع الملكية،من أجل انجاز المدار السياحي للمدينة الذي يدخل ضمن المشروع الملكي للتثمين المدينة العتيقة ، وبالتالي فك ارتباط التجار المكناسين مع “شهبندر” المنتخبين الذي تجد يده في كل الملفات والمشاريع المتعثرة بمكناس…يتبع
إرسال تعليق