يَــــا شُعُــوب أَوْطَــانَنــا العَــــرَبيّة، الحُقُـــوق تُنْتَــزَع … لا تُمْنَــح

  • بتاريخ : ديسمبر 12, 2025 - 4:50 م
  • الزيارات : 51
  • قلم الناس

    نفتتح مقالنا هذا بقول الشاعر “أحمد شوقي“:
    وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غلابا،
    وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا،

    10 دجنبر هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان في كل بقع العالم حيث تتزاحم فيه الشعارات وترفع فيه رايات بالمزيد من الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والمساواة بإستثناء في عالمنا العربي حيث يبقى الواقع مريرا حين نرى الحقوق تهمش وتؤجل وتختزل في الوعود، فالحقوق كما علمتنا التجارب والتاريخ لا تمنح تفضلا من أحد بل تنتزع بوعي وصمود وإصرار، والحقوق لا تهبط من السماء ولا تصاغ على ورق بيانات بل تكتب على صفحات المواقف وتنتزع من براثن الفساد والتسلط.

    10 دجنبر هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان فمن يطالب بحقه لا يخرج طلبا للفتات بل بحثا عن العدالة التي غابت خلف ستار الفساد والسلطة والذين يسيرون في درب المطالبة لا يفعلون ذلك بدافع الغضب فحسب بل لأنهم يدركون أن السكوت عن الحق أول أبواب الظلم، فكم من شعوب نالت كرامتها لأنها قالت (لا) في وجه المفسدين وكم من أجيال عاشت منحنية لأنها إنتظرت أن تعطى حقوقها ولم تسعى لنزعها لأنها تخاف الاتهام بالخيانة وتختبئ خلف المبررات ولأنها تعرف أن طريق المطالبة بالحق مليء بالأشواك وهذا هو حال مجمل الشعوب العربية، لكنه الطريق الوحيد نحو الجرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والمساواة.

    10 دجنبر هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان فيه مجتمعاتنا العربية باتت المطالبة بالحقوق أشبه بمعركة طويلة وأحيانا مستحيلة بين الواجب والخذلان بين الصمت والتعبير ومع ذلك لا يزال هناك من يرفع راية (الحُقُـــوق تُنْتَــزَع … لا تُمْنَــح) لا بالعنف ولا بالتعنت بل بالإصرار الواعي والمطالبة القانونية والموقف الأخلاقي،
    فالمطالبة بالحق ليست فوضة بل هي ذروة الوعي الإنساني لأن من يرضى بالظلم شريك في إستمراره.

    10 دجنبر هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان فشعار (الحُقُـــوق تُنْتَــزَع … لا تُمْنَــح) ليست مقولة مجردة بل قانون تاريخي يحكم علاقة السلطة بالشعوب، فموازين التاريخ لم تسجل أن شعوبا نالت حقوقها بالرجاء أو الإنتظار فالتي إنتظرت ماتت وهي تنتظر بينما الشعوب التي نهضت وناضلت وطالبت ولدت من جديد، فالأمم لا تبنى على الصمت بل على الوعي والشجاعة فالحق لا يقدم على طبق من ذهب بل ينتزع بإيمان ثابت وعدالة لا تلين فالكرامة ليست هدية والحرية ليست منحة والحقوق لا تمنح بل تنتـزع.

    ونختتم مقالنا بقول الشاعر “أبو القاسم الشابي“:
    إذا الشَّعبُ يومًا أرادَ الحَياة … فلا بُدَّ أنْ يَستَجيبَ القَدر.
    عبد الإله شفيشو/فاس