بداية حرب تجارية بين دولتين متجاورتين..

  • بتاريخ : فبراير 3, 2025 - 4:00 م
  • الزيارات : 313
  • قلم الناس: متابعة

    أعلنت كندا فرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية، في خطوة تمثل بداية حرب تجارية بين الدولتين المتجاورتين.

    وحدد رئيس الوزراء جاستن ترودو تعريفات جمركية “واسعة المدى” بنسبة 25 في المئة، مما يؤثر على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار كندي (106.6 مليار دولار أمريكي) مثل المشروبات الكحولية والأجهزة المنزلية والسلع الرياضية.

    وتتوافق هذه الخطوة مع ضريبة فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنسبة 25 في المئة على الواردات الكندية والمكسيكية إلى الولايات المتحدة، و10 في المئة إضافية على الصين، بسبب مخاوفه بشأن الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.

    وقال ترودو إنه “لن يتراجع عن الدفاع عن الكنديين”، لكنه حذر من العواقب الحقيقية على الناس على جانبي الحدود.

    وأضاف رئيس الوزراء الكندي أن الرسوم الجمركية على سلع أمريكية بقيمة 30 مليار دولار ستدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء و125 مليار أخرى خلال 21 يوماً لمنح الشركات الكندية الوقت للتكيف.

    ويستهدف رد ترودو سلعاً تشمل البيرة الأمريكية والنبيذ والبوربون والفواكه وعصائر الفاكهة والخضروات والعطور والملابس والأحذية، بالإضافة إلى الأجهزة المنزلية والسلع الرياضية والأثاث.

    وسيواجه الخشب والبلاستيك أيضا رسوماً، كما يجري النظر في التدابير غير الجمركية المتعلقة بالمعادن الحيوية والمشتريات.

    وحذر الاقتصاديون من أن فرض الولايات المتحدة ضرائب الاستيراد، واستجابة كندا، وكذلك المكسيك والصين، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار على مجموعة واسعة من المنتجات للمستهلكين.

    التعريفة الجمركية هي ضريبة محلية يتم فرضها على البضائع عند دخولها إلى بلد ما، بما يتناسب مع قيمة الاستيراد.

    كان احتمال فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات إلى الولايات المتحدة يثير قلق العديد من زعماء العالم لأنه سيجعل بيع البضائع في أكبر اقتصاد في العالم أكثر تكلفة بالنسبة للشركات.وقال كريستوفر ساندز، مدير معهد كندا التابع لمركز ويلسون

    إن “الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة وكندا تدمير متبادل مؤكد وستؤثر على حياة الناس بسرعة كبيرة”.

    وقال إنه لن يكون هناك وقت للتعديل كما اقترح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسينت، مؤخراً: “ضربة هائلة ستجعل حياة الكثير من الناس أكثر صعوبة وبسرعة كبيرة”.

    لكن الضرائب تشكل جزءاً أساسياً من رؤية ترامب الاقتصادية. فهو يرى فيها وسيلة لتنمية الاقتصاد الأمريكي، وحماية الوظائف، وزيادة الإيرادات الضريبية، وفي هذه الحالة، الدفع باتجاه اتخاذ إجراءات سياسية.

    وتتمتع كندا والمكسيك والولايات المتحدة باقتصادات متكاملة بشكل عميق، حيث تعبر الحدود يومياً ما يقدر بنحو ملياري دولار من السلع المصنعة.

    وكندا هي أكبر مورد أجنبي للنفط الخام إلى أمريكا. ووفقاً لأحدث الأرقام التجارية الرسمية، فإن 61 في المئة من النفط المستورد إلى الولايات المتحدة في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي كان يأتي من كندا.

    وفي حين تم فرض 25 في المئة على البضائع الكندية المستوردة إلى الولايات المتحدة، فإن طاقتها تواجه تعريفة أقل بنسبة 10 في المئة.

    لكن ترودو تراجع عن الاقتراح بأن الحدود المشتركة تشكل مصدر قلق أمني، قائلا إن أقل من 1 في المئة من الفنتانيل الذي يدخل إلى الولايات المتحدة يأتي من كندا.

    وأضاف أن أقل من 1 في المئة من المهاجرين غير الشرعيين دخلوا الولايات المتحدة عبر الحدود وأن الرسوم الجمركية “ليست أفضل طريقة يمكننا من خلالها العمل معا لإنقاذ الأرواح”.

    وأشار ترامب إلى أنه مستعد لتصعيد الرسوم بشكل أكبر إذا ردت الدول على تعريفاته، كما فعلت كندا.

    وقبل إعلان الرسوم الجمركية، تعهدت كندا بأكثر من مليار دولار لتعزيز الأمن على حدودها المشتركة مع الولايات المتحدة.