سؤال مشروع: هل لمهرجان عيساوة بمكناس أثار اجتماعي واقتصادي ؟

  • الكاتب : ذ- يوسف السوحي
  • بتاريخ : يوليو 28, 2025 - 10:20 ص
  • الزيارات : 765
  • قلم الناس:
    طرح عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي ،الكثير من الأسئلة حول الجدوى من تنظيم الدورة الخامسة من مهرجان عيساوة مقامات بايقاعات عالمية من طرف جمعية مكناس الثقافات وشركائها من المجالس المنتخبة ( مجلس جهة فاس مكناس،جماعة مكناس،جماعة المشور،مجلس عمالة مكناس …)،في مدينة تعيش حسب اعتقادهم ،أسوء أيامها على مستوى تدبير الشأن العام وعلاقته بالتنمية المستدامة،مبررين سؤالهم المشروع بضعف الإنارة وانعدامها في بعض الاحياء ،وضعف الخدمات الاجتماعية كالنقل ..،وتردي الوضع الاقتصادي تراجع الاستثمار ..،في المقابل يرى بعض المتتبعين للشأن العام المحلي عكس كل ذلك،ويعتبرون هذا المهرجان الدولي متنفس حقيقي للساكنة،وفرصة للرواج التجاري،السياحي،الفني،والتنموي..،والحقيقة أن التنمية المستدامة لها علاقة جنينية مع الوعي المجتمعي،بأهمية الثقافة والفنون في معادلة التطور والازدهار،بل إن تحقيق تنمية اقتصادية في غياب القيم الانسانية و البعد الثقافي والفني والتربوي والبيئي للمجتمع،تبقى مهددة بالزوال والانهيار ،وبالعودة لمهرجان عيساوة في دورته الخامسة،ومن باب الموضوعية في التحليل،المعتمدة على المعطيات الاساسية للمنظمين،وباستقراء أولي يظهر أن التنشيط الثقافي والفني لهذا المهرجان،خلق نوع من الجدل وفتح نقاش بأراء مختلفة،الامر الذي يدل دلالة قاطعة، على أن الساكنة المكناسية تعي وتتابع كل ما يجري ويدور في دواليب الشأن العام ،ومن جهة أخرى،يمكن اعتباره مؤشر على أن هناك أمل في خلق معادلة للتنمية ببعد تشاركي،تستثمر البعد التاريخي والتراثي،للعاصمة السلطانيةمكناس،وتعيد الروح بالفعل للماثر التاريخية،بمساهمة المجتمع المذني،المجالس المنتخبة،والسلطة الادارية ،على اعتبار أن أربعة أام من عمر مهرجان عيساوة ،خلقت بكل تأكيد فرص عمل كثيرة للشباب وللفرق الفنية خصوصا المحلية،وللفنانين المشاركين،والفرق الموسيقية ..،كما ساهم مهرجان عيساوة في خلق رواج تجاري واقتصادي استثنائي ،بالمقاهي والمطاعم ..،ناهيك على ارتفاع ليالي المبيت بالفنادق والشقق المفروشة المعدة للكراء،كما أن مرحلة الاعداد لهذه التظاهرة الفنية ،ساهمت في تحريك عجلة مجموعة من المقاولات المختصة في الطباعة والاشهار ،اللوجيستيك،ممونين للحفلات،مقاولات مهتمة بالصوتيات والامن الخاص،المؤطرين ،المتعاونون،الطلبة،والاعلام..،إذن هي سلسلة من المهن والمقاولات التي استفاذت من تنظيم هذا المهرجان،وستساهم بدورها في خلق فرص للعمل وستؤدي الضرائب ..،إذن بحساب الخشيبات فإن مثل هذه المهرجانات تخلق قيمة مضافة اقتصادية واجتماعية،ولا علاقة لها بمشاكل الانارة او النقل ،الحفر ..،بل بامكان مهرجان عيساوة أن يساهم مع توالي الدورات ،تقوية البنية التحتية للعاصمة الاسماعيلية،على اعتبار أن ارتفاع عدد الزوار والضيوف خلال أيام المهرجان وتطور برنامجه.وأهميته المستقبلية في الخريطة السياحية الوطنية والدولية.،يستدعي بالضرورة من المسؤولين عن الشأن العام والوزارة المعنية ،الاستثمار في تقوية وتجويد البنيات التحتية (الانارة،الطرق،النقل،الايواء،الفضاءات الخضراء،المطاعم ..).
    إن المنظمين لمهرجان عيساوة مقامات بايقاعات عالمية في دورته الخامسة، كسبوا رهان استثمار الموروث الثقافي التاريخي المكناسي،(باب منصور لعلج،صهريج الصواني،ساحة نيم ،الدار الكبيرة ،ساحة الهديم ،الرياضات..)كما ربحوا رهان التظيم وعبروا عن قدرتهم على الذهاب بعيدا بهذا الحدث الصوفي الثقافي والفني،خصوصا ونحن على بعد خمس سنوات من تنظيم المونديال،وما خلق مؤسسة المغرب 2030 بمشروع قانون رقم 35.25 ،إلا دليل امكانية تطويره وتوظيفه بشكل جيد،لكون هذه المؤسسة ستكون من بين مهامها العمل على تسريع الاوراش التنموية الكبرى ،مثل تاهيل الملاعب والبنية التحتية،وتوسيع الطرقات وتمديد شبكة القطار فائق السرعة ،لان الجمهور الذي سيحضر هذا الحدث العالمي ،سيرغب في معرفة ثقافة وفنون وهوية المدن المغربية بالمدن المغربية عموما وبجهة فاس مكناس خاصة .