صناعة السفن بالمغرب..

  • بتاريخ : مايو 14, 2025 - 2:00 م
  • الزيارات : 369
  • قلم الناس: متابعة

    صرح مسؤولون في قطاع صناعة السفن والقطاع البحري، الجمعة الماضية بمدينة الجديدة،على أن تطوير صناعة السفن بات يشكل رافعة استراتيجية للنمو الاقتصادي والسيادة الصناعية للمغرب، خاصة في ظل التوجهات الصناعية الحديثة التي تتبناها المملكة.

    وفي هذا الإطار، شددت عفاف سعيدي، مديرة صناعات الطيران والسكك الحديدية والسفن والطاقات المتجددة بوزارة الصناعة والتجارة، خلال مشاركتها في ورشة “التجارة” ضمن فعاليات النسخة الثامنة من منتدى البحر، على الأهمية التي يوليها المغرب لتنمية وتهيئة قطاع صناعة السفن، مبرزة أن المملكة تتوفر على قاعدة صناعية متينة، ومنظومة مهيكلة تجمع بين المصنعين ومؤسسات التكوين ومراكز البحث.

    وأوضحت أن قطاع صناعة السفن، الذي تم تصنيفه ضمن ميثاق الاستثمار كقطاع استراتيجي، يخضع لمخطط طموح يمتد إلى أفق 2030، يهدف إلى تعبئة استثمارات تفوق 4,5 مليارات درهم من مصادر عمومية وخاصة، وإحداث ما بين 5.500 و8.000 منصب شغل مباشر، فضلاً عن خلق قيمة مضافة تتجاوز 1,5 مليار درهم من الناتج الداخلي الخام. وذكّرت بأن هذا المخطط يرتكز على مجالات إصلاح وصيانة السفن، وبناء السفن التي يقل طولها عن 120 متراً، وتطوير المنصات البحرية، إلى جانب تجديد الأسطول الوطني الذي يتألف في معظمه من سفن خشبية.

    من جانبه، أبرز كمال لخماس، المدير المركزي وقائد ميناء طنجة المتوسط، مساهمة المركب المينائي في تعزيز تنافسية المغرب على مستوى الخدمات اللوجستية وربطه البحري الدولي، مشيراً إلى أن ميناء طنجة المتوسط أضحى نقطة عبور استراتيجية تمثل نحو 20 في المائة من التجارة البحرية العالمية، حيث تعبر أزيد من 100 ألف سفينة سنوياً مضيق جبل طارق. كما أشار إلى المبادرات التي ينخرط فيها الميناء في مجال الانتقال الطاقي والتقليص من البصمة الكربونية، في إطار رؤية بيئية مسؤولة تجمع بين النجاعة الاقتصادية والاستدامة. ولفت إلى أن المناطق الصناعية المندمجة في محيط الميناء تحتضن أكثر من 1.400 شركة، ساهمت في خلق أزيد من 140 ألف منصب شغل مباشر.

    وفي السياق ذاته، أكدت نسرين إيوزي، مديرة تهيئة ميناء الداخلة الأطلسي، في مداخلة عبر تقنية الفيديو، أن المشروع يندرج ضمن المبادرة الأطلسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، معتبرة أن هذه المبادرة تعكس رؤية استراتيجية تقوم على التعاون الإقليمي والتكامل والازدهار المشترك. وأضافت أن البنيات التحتية المينائية تكتسي أهمية حيوية في تعزيز تنافسية الفاعلين الاقتصاديين وتيسير المبادلات التجارية.

    ويُشار إلى أن منتدى البحر 2025، الذي اختتمت فعالياته في 11 ماي، نظّم تحت شعار “البحر، مستقبل الأرض”، وشكل منصة مفتوحة للنقاش وتبادل الرؤى، بمشاركة خبراء ومسؤولين وممثلين عن مؤسسات ومنظمات غير حكومية ومقاولات وفنانين، من أجل بحث التحديات البيئية والبحرية الرئيسية وتقديم حلول مستدامة لمستقبل بحري متوازن.