فضاءات روحية الحلقة (1) : المسجد الأعظم

  • الكاتب : أميرة السوحي
  • بتاريخ : مارس 2, 2025 - 1:56 م
  • الزيارات : 477
  • قلم الناس

    يرى الباحث بنفايدة أن مكناس عرفت ظهور العديد من المنشآت الدينية منذ نشأتها، لما لها من أدوار هامة في حياة الأفراد والجماعات، تعليمية وتثقيفية إلى جانب دورها الرئيسي في التعبد، «تضم المدينة اليوم أزيد من مائة مسجد تختلف من حيث مساحتها وزخرفتها ووظائفها، إذ نميز مساجد الخطبة التي تقام بها صلاة الجمعة، وأخرى خاصة بالصلوات الخمس، فيما توجد مساجد أخرى صغيرة في بعض الأحياء تقام بها فقط صلاة العشاءين، لأنها تستغل نهارا لتعليم الصغار. ومن أهم وأقدم مساجد مكناس نذكر مسجد النجارين والمسجد الأعظم ومسجد لالة عودة ومسجد البرادعيين ومسجد الأزهر.

    المسجد الأعظم

     يقع في حي حمام الجديد الموحدي، ما يؤكد انتماءه إلى العهد الموحدي . تبلغ مساحة المسجد 3500 متر مربع وعدد أقواسه 143 قوسا، فيما علو منارته يصل إلى 22 مترا، وعرض جدارها 5 أمتار ونصف.

    أسست القواعد الأولى للمسجد الأعظم أواخر العهد المرابطي (668-869 ). ثم زاد الموحدون في سعته بعد عام 600 وزينوا أروقته بثريا فخمة صنعت أيام محمد الناصر الموحدي عام 604 . وقد أعادوا بناء صومعته بعد أن تهدمت في أعقاب الزلزال الذي ضرب المدينة في القرن السابع للهجرة. وفي العهد الوطاسي(910 -956) أنشئ بالمسجد الأعظم مجلس خاص بالقراءة يختمون فيه سلكة القرآن الكريم مرة كل أسبوع . وقد جدد المولى إسماعيل المسجد واستغرقت أعمال التجديد عامين كاملين انتهاء بعام 1107. وفي عام 1112 نصب منبر بجانب محرابه ثم أدخل السلطان سيدي محمد بن عبد الله على المسجد بعض الاصلاحات ، وجدد الصومعة عام 1170 على أثر زلزال المدينة عام 1756/1167 . وبفضل هذه الأعمال كلها فقد أصبح المسجد يغطي مساحة تقارب 2.700 متر مربع . تقوم رحابه على 143 قوسا من الأساطين .

    ومن معالم هذا المسجد عدد أبوابه التي كانت تبلغ أحد عشر بابا، وعددها اليوم عشرة بعد إغلاق الباب الصغير الذي كان مخصصا للنساء، وهذه الأبواب هي : باب الكتب المجاور للمكتبة، وباب الجنائز المقابل لجامع الحجاج، وباب العدول الذي يشكل اليوم مدخلا للنساء، وباب الحفاة، وعبرها يتم الدخول إلى الصحن الذي تتوسطه نافورة، وباب الكنيف المقابل للمراحيض المقابلة للمسجد، إضافة إلى باب الزرائعيين، وهو عبارة عن باب صغير مخصص لدخول المؤذن ليلا إلى المسجد، يليه باب تربيعة الذهب، المقابل للقيسارية التي كانت من قبل محل بيع الحلي والمجوهرات، ثم باب الخضر، وهو باب لا يفتح إلا يوم الجمعة وأخيرا باب الحجر المقابل للمدرسة الفيلالية.