قلم الناس
ذ- يوسف السوحي
كتب ليوناردو دافنشي عبقري الفنون الكلاسيكية ذات مرة: «الجسد الجميل يفنى، لكن العمل الفني الجميل لا يموت»
تعيش هذه الأيام المدينة السلطانية مكناس،على ايقاع الاستعدادات لعودة أقوى المهرجانات الوطنية بصيغة التصوف،بعد توقف دام عشر سنوات لاسباب ذاتية وموضوعية،نجح فيها المنطمون في ترتيب البيت الذاخلي ،وخلق مؤسسة جمعوية “مكناس للثقافات “عهد لها مع مختلف الشركاء رعاية هذا الحدث الدولي ، نعم مدينة مكناس تستعد لاحتضان دورة جديدة من مهرجان عيساوة، أحد أعرق التظاهرات الفنية التراثية بالمملكة، وذلك بصيغة مجددة تحمل شعار الانفتاح على العالمية. وستنظم هذه الدورة خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 26 يوليوز 2025، احتفاءا بذكر عيد العرش المجيد ، في قلب العاصمة الإسماعيلية،بباب منصور والهديم ومختلف الفضاءات التراثية ، لتعيد الحياة لهذا الموروث الروحي والفني الذي ظل راسخًا في ذاكرة المدينة وساكنتها.
إن عودة مهرجان عيساوة كنوع فني وموسيقي جميل لا يموت ،وكموعد ثقافي مهم ،يأتي في سياق دينامية تعرفها المدينة لإعادة الاعتبار لموروثها اللامادي، وتعزيز مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية، خاصة بعد سنوات من الركود الثقافي الذي طبع الساحة الفنية المحلية، وباستراتيجية تهدف إلى ترسيخ العاصمة الاسماعيلية مكناس كمركز إشعاع صوفي و فني دولي .
وحسب الملف الصحفي لهذه التظاهرة والذي توثلت به جريدة “قلم الناس” ، فإن النسخة الخامسة من المهرجان، والتي تحمل عنوان “مقامات وإيقاعات عالمية”، تزكي الاستمرارية والتجديد بدعم لوجسيتيكي قوي وتنظيمي محترف ، من طرف عامل عمالة مكناس، إضافة إلى مساهمة فعالة من المجالس المنتخبة والفعاليات المحلية،وعلى رأسها مجلس جهة فاس مكناس ،الذي يرأسه عبد الواحد الانصاري وهو ما يعكس الرغبة المشتركة في خلق تظاهرة كبرى ببعد سياحي فني ثقافي دولي،يمكن المكناسيين من تثمين التراث العيساوي،وزرع روح جديد فيه، وإبرازه في حلة عصرية شبابية تليق بمكانته الصوفية .
هذا الحدث الدولي ستتخلله تكريمات و معارض فنية وندوات فكرية وزيارات ميدانية لضريح الشيخ الكامل ،كما ستعرف مشاركة واسعة لعشرات الفرق العيساوية (الطايفات) من مدينة مكناس ، إلى جانب فرق من مختلف جهات المملكة، ما سيضفي على التظاهرة طابعاً وطنياً . كما يرتقب حسب – البرنامج- أن تعرف الدورة برمجة فنية متنوعة تتمازج فيها المقامات الروحية بإيقاعات حديثة، مع حضور فنانين وباحثين في الموسيقى الصوفية من داخل المغرب وخارجه.
















إرسال تعليق