ماكرون يعلن دعم فرنسا لإعادة إعمار لبنان..

  • بتاريخ : يناير 18, 2025 - 3:11 م
  • الزيارات : 176
  • قلم الناس: متابعة

    أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس من بيروت دعم بلاده للمسؤولين الجدد في لبنان، مشيرا الى أن باريس ستستضيف خلال “الأسابيع المقبلة” مؤتمرا دوليا للمساعدة في “إعادة إعمار” لبنان، بعدما خل فت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل دمارا واسعا في مناطق عدة.

    وأشاد ماكرون بالاختراق السياسي الذي شهده لبنان مع انتخاب جوزاف عون رئيسا الاسبوع الماضي، ثم تكليف نواف سلام رئاسة الحكومة، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه بعد زيارتيه السابقتين الى بيروت، إثر الانفجار المدمر في مرفأ بيروت.

    وتزامنت زيارة ماكرون مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي وصل الخميس الى بيروت، وتشارك فرنسا في رئاسة اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.

    وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني في القصر الرئاسي قرب بيروت، “منذ 9 يناير، في عز الشتاء، لاح الربيع”، في اشارة الى انتخاب عون رئيسا.

    وأضاف مخاطبا عون “أنتم هذا الأمل، ورئيس الوزراء المكلف يجسد هذا الأمل الى جانبكم”، مؤكدا أن فرنسا التي لطالما “كانت الى جانب لبنان الحبيب خلال السنوات الصعاب … ستبدي مزيدا من الالتزام إلى جانبكم.. لمساعدتكم على النجاح في هذا الطريق”.

    قال مصدر دبلوماسي فرنسي لفرانس برس الجمعة إن نواف سلام، القاضي الدولي والدبلوماسي المخضرم، “يتمتع بهالة دولية وهو شخصية إصلاحية حقيقية”، موضحا في الوقت ذاته أن “هذا الأمل” بحاجة الى أن ي ترجم عبر “تشكيل حكومة وإجراء إصلاحات”.

    وينخرط سلام في مشاورات دقيقة مع القوى السياسية من أجل الإسراع في تشكيل حكومة، بعدما اصطدم عند تكليفه بامتناع حزب الله وحليفته حركة أمل عن تأييده.

    وصرح سلام مساء الجمعة إثر لقائه الرئيس جوزاف عون بأنه اطلع الأخير على “نتائج الاستشارت مع الكتل النيابية، والأجواء أكثر من إيجابية وعملية تشكيل الحكومة تسير على الطريق الصحيح”.

    واضاف “سأعلن قريبا عن أسماء وزراء الحكومة اللبنانية الجديدة، وسنعمل 24 على 24 ساعة لإنجاز الحكومة والانطلاق بورشة العمل الإنقاذية المطلوبة”.

    ودعا مجلس الأمن الدولي الخميس إلى الإسراع في تشكيل حكومة في لبنان، معتبرا ذلك خطوة “بالغة الأهمية” لاستقرار البلاد والمنطقة بعد انتخاب رئيس للجمهورية.

    وجاءت زيارة ماكرون على وقع تغير موازين القوى، بعدما خرج حزب الله الذي لطالما شكل القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل أضعف محليا، وبعد سقوط حليفه في سوريا المجاورة. وتعتزم باريس استضافة مؤتمر دولي جديد من أجل لبنان.

    وقال ماكرون “بمجرد أن يأتي الرئيس (عون) إلى باريس خلال الأسابيع المقبلة، سننظم… مؤتمرا دوليا لإعادة الإعمار، بهدف حشد الدعم المالي بهذا الصدد”.

    وفي ختام زيارته، قال ماكرون أمام الجالية الفرنسية بعدما التقى رئيس الوزراء المكلف ورئيس البرلمان نبيه بري حليف حزب الله، “انا واثق بأن الايام المقبلة ستتيح ولادة حكومة” في لبنان.

    وخرج لبنان قبل أسابيع من مواجهة مفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، بعد التوصل الى وقف لإطلاق النار برعاية فرنسية أميركية، يفترض استكمال تنفيذه بحلول 26 يناير.

    وينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من مناطق دخلتها في جنوب لبنان، بحلول 26 يناير. ويشمل كذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006، والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها. ودعا ماكرون الى الإسراع في تنفيذ بنود الاتفاق.

    وقال “تم تحقيق نتائج.. لكن يجب تسريع العملية وتأكيدها على المدى الطويل. يتعين أن يكون هناك انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وأن يحتكر الجيش اللبناني بشكل كامل السلاح”.

    وشملت لقاءات ماكرون الصباحية في بيروت رئيس أركان قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) جان-جاك فاتينيه، إضافة الى رئيسي لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار.

    وقال ماكرون للصحافيين المرافقين إثر الاجتماع “الأمور تتقدم، والدينامية إيجابية” في ما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار.

    وإثر ذلك، جال ماكرون سيرا في شارع الجميزة، الذي كان قد جال فيه خلال زيارته التي أعقبت انفجار المرفأ المدمر في الرابع من غشت 2020 والذي أسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين وأحدث دمارا هائلا في بيروت.

    وشاهد ماكرون وهو يصافح المارة ويلقي التحية على مواطنين أطلوا من شرفات منازلهم ويجري حوارات سريعة مع أصحاب المحال والمقاهي المنتشرة بكثرة في الشارع الذي يضم أبنية تراثية في بيروت.

    واقتربت امرأة منه مع ابنتها الشابة التي تتابع دروسها في الخارج، منذ إصابتهما جراء انفجار المرفأ.

    وقالت المرأة التي عانقت ماكرون “سيدي الرئيس، فكروا بنا، وساعدونا على تشكيل حكومة جديدة قادرة على ان تعيد الي ابنتي”.

    وقدم أصحاب المقاهي والمطاعم لماكرون القهوة والمعجنات، بينما رفع شبان العلم الفرنسي الى جانب العلم اللبناني. والتقط العشرات الصور معه بينما سار ببطء وسط مرافقة من حراسه والجيش اللبناني.

    وكان ماكرون، الذي سعى جاهدا في السنوات الأخيرة لإيجاد حل في لبنان الغارق في أزمات متلاحقة، قد زار بيروت مرتين عقب الانفجار، لدعم انفراج سياسي تعذر عليه تحقيقه حينها، وسط انقسام سياسي حاد بين حزب الله وخصومه.

    لكنه واصل ممارسة الضغط على الأطراف اللبنانيين، وعي ن وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان مبعوثا خاصا في يونيو 2023 في مسعى لتيسير انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.

    لكن كان لا بد من الانتظار سنة ونصف سنة قبل أن ينتخب البرلمان اللبناني الأسبوع الماضي عون رئيسا للبلاد، على وقع ضغوط خارجية خصوصا من الولايات المتحدة والسعودية، أعقبت تغي ر موازين القوى في الداخل على خلفية النكسات التي مني بها حزب الله.

    وأمل ماكرون من القصر الرئاسي ألا يضيع “الأمل” الذي يمثله انتخاب رئيس “مرة أخرى في رمال الترتيبات السياسية المتحركة”، مما يعوق تشكيل حكومة جديدة.

    واضاف أمام الجالية الفرنسية “تعهدت أن تكون فرنسا دائما هنا وأنها لن تستسلم”.

    كذلك، اعلن أن الخطوط الجوية الفرنسية ستستأنف رحلاتها الى بيروت “بداية فبراير” بعدما كانت اوقفتها منذ منتصف سبتمبر.