زيارة رسمية لوزير الدفاع الهندي إلى المغرب

  • بتاريخ : سبتمبر 20, 2025 - 4:30 م
  • الزيارات : 86
  • قلم الناس: متابعة

    سيقوم وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، بزيارة رسمية إلى المغرب يومي 22 و23 شتنبر، ستتخللها إعلانات كبرى في المجالات العسكرية والصناعية.

    هذا التنقل، الذي أعلنته سفارة الهند بالرباط يوم الجمعة 19 شتنبر، يعكس تنامي شراكة استراتيجية عند تقاطع الأبعاد العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية.

    بدعوة من نظيره المغربي، عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، سيُستقبل راجناث سينغ في سلسلة من محادثات رفيعة المستوى. وقد وصفت السفارة هذه الزيارة بأنها «زيارة رفيعة جداً»، مبرزةً أهميتها غير المسبوقة في تاريخ العلاقات الثنائية.

    وخلال ندوة صحفية بالرباط، كشف السفير الهندي، سانجاي رانا، الخطوط العريضة للبرنامج وطبيعة الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال هذه الزيارة.

    في محطة بارزة من هذه الزيارة، سيقوم راجناث سينغ، إلى جانب مسؤولين مغاربة، بتدشين مصنع لشركة Tata Advanced Systems Ltd. بمدينة برشيد، بجهة الدار البيضاء-سطات.

    هذا المصنع سينتج مدرعات بعجلات من نوع WhAP 8×8 ملائمة لاحتياجات القوات المسلحة الملكية. وسيوفر المشروع فرص عمل لأكثر من مائة تقني ومهندس مغربي تلقوا تكوينهم في الهند. ويمثل هذا المشروع مرحلة حاسمة نحو الإنتاج المشترك في المجال العسكري، ما يضع المغرب ضمن دائرة ضيقة من الدول القادرة على تصنيع عرباتها المدرعة بشراكة مع قوة أجنبية.

    ستتمحور المحادثات بين الوزيرين حول تقييم التقدم المحرز في التعاون العسكري واستشراف آفاق جديدة للشراكة.

    وسيكون في صلب النقاشات: نقل التكنولوجيا، تكوين الأطر، وتطوير صناعة دفاعية محلية.

    ومن المرتقب أن تُمكّن هذه الاتفاقيات المغرب من تعزيز استقلاليته في المجال العسكري، مع توطيد روابطه مع الهند، القوة الصاعدة المشهود لها بتقدمها التكنولوجي.

    إلى جانب الجانب العسكري، سيلتقي راجناث سينغ برياض مزور، وزير الصناعة والتجارة المغربي.

    وتهدف هذه اللقاءات إلى تحفيز الاستثمارات المتبادلة وتسهيل إنشاء مشاريع مشتركة في عدة قطاعات استراتيجية.

    العلاقات الاقتصادية بين البلدين متينة بالفعل: فالهند تُعتبر أول مشترٍ عالمي للأسمدة الفوسفاتية المغربية، بما يفوق 1,5 مليار دولار سنوياً.

    كما تشمل المبادلات الأدوية، الكابلات الكهربائية، النسيج والفلاحة، وخاصة صادرات الأرز إلى المغرب.

    يمتد التعاون المغربي-الهندي أيضاً إلى المجالين التكنولوجي والاجتماعي.

    إذ ساهمت الهند في تطوير منصة MoSIP، التي يعتمدها المغرب لإنشاء السجل الوطني للسكان والسجل الاجتماعي، وهما أداتان أساسيتان لاستهداف الدعم العمومي.

    كما يستفيد سنوياً حوالي مائة مغربي من منح تكوين بالهند في إطار برنامج التعاون التقني والتعليمي لنيودلهي.

    هذا البعد من “القوة الناعمة” يأتي مكملاً للطموحات العسكرية والصناعية، مما يعزز العلاقة بين البلدين على المدى البعيد.

    تأتي زيارة راجناث سينغ في سياق يُبرز رغبة واضحة لدى الرباط ونيودلهي في بناء شراكة موسّعة، تتجاوز إطار التعاون الثنائي التقليدي.

    هذه المرحلة الجديدة تركز على الإنتاج الصناعي المشترك، تبادل المعارف، والترابط التكنولوجي.

    وستُوَقَّع خلال هذه الزيارة بروتوكولات اتفاق ترسخ الانتقال من تعاون قطاعي إلى استراتيجية مشتركة حقيقية، فاتحةً الطريق أمام تحالف مستدام واستراتيجي بين المغرب والهند.