قلم الناس : متابعة
قالت صحيفة ”لوموند” إن تعيين الملك محمد السادس للصحفية والإعلامية المغربية، السابقة، سميرة سيطايل، في منصب سفير المغرب لدى فرنسا، سيضع حدا لشغور هذا المنصب لعدة أشهر، أي منذ يناير الماضي.
وذكر المنبر الإعلامي الفرنسي البارز أنه نادرا ما يثير تعيين سفير مغربي في باريس كل هذا الجدل، حيث أحدث اختيار سيطايل مفاجأة غير متوقعة، وهي التي أمضت معظم حياتها المهنية في القناة التلفزيونية العامة الثانية في البلاد، حيث قامت بإخراج الأخبار لأكثر من خمسة عشر عامًا، لم تشغل أبدًا أي مناصب سياسية أو دبلوماسية.
وقال الباحث في العلوم السياسية، عبد الله الترابي، إن السيرة الذاتية لسميرة سيطايل، تختلف تماما عن سيرة الوزراء أو الدبلوماسيين رفيعي المستوى المعتادين الذين شغلوا منصب سفير المغرب في فرنسا.
وأوضح أنه تعيين غير مسبوق ، لكنه يستجيب بلا شك لمنطق معين، لأن المغرب يريد إسماع صوته بشكل أفضل في فرنسا، وسميرة سيطايل ”تعرف وسائل الإعلام، وتعرف كيف تتحدث معهم، ولديها شبكة في الصحافة والثقافة، تتجاوز المجال السياسي فقط”.
وأشارت ”لوموند” إلى أن سيطايل، المقيمة في باريس، حيث يشغل زوجها منصب سفير المغرب لدى اليونسكو، أسست شركتها الاستشارية في مجال الاتصالات منذ بضعة أشهر، وهي غير معروفة في فرنسا، وأثارت مؤخرا جدلا بسبب تصريحات لها لقناة ” BFM-TV”، حول زلزال الحوز، بعد احتجاجها بقوة على الجدل الدائر حول ما أثير عن ”عدم السماح لفرنسا بإرسال مساعدات إلى المغرب”.
وقالت: “من الخطير للغاية القول إن المغرب يرفض المساعدة من بلد ما، بل إن ذلك يمثل دعوة للتمرد من قبل المواطنين المغاربة “، مضيفة أن المملكة دولة ذات سيادة”، وأثار خروجها الإعلامي، كما تصف ”لوموند”، ”استحسان الصحافة المغربية وشبكات التواصل الاجتماعي، وسط أزمة بين باريس والرباط”.
وتساءلت الجريدة عما إذا كان هذا التعيين سيذيب الجليد بين فرنسا والمغرب، اللذين تمر علاقاتهما بأزمة عميقة منذ أكثر من عامين. لتجيب بأن الأمر يأتي وسط مؤشرات إيجابية في الآونة الأخيرة، حيث جرى التعيين بعد أسبوعين من تقديم كريستوف لوكوتييه، السفير الفرنسي بالمغرب، أوراق اعتماده للملك محمد السادس في 4 أكتوبرالجاري، أي بعد عام تقريبًا من تعيينه.
كما يأتي بعد الزيارة التي قام بها وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير إلى مراكش، من 11 إلى 13 أكتوبر في إطار الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتي تحدث خلالها وزير الاقتصاد مع رئيس الحكومة المغربية.
وإذا كان المغرب ممثلا في مدريد بسفيرة، كما كان الحال في لندن وواشنطن، فهذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة رئاسة سفارة الرباط في باريس، التي تعتبر من أهم السفارات في شبكتها الدبلوماسية.
وأفاد المنبر الإعلامي ذاته أن تعيين سيطايل التي ازدادت في فرنسا، خطوة قوية، مشيرة إلى أنها تعرف المغرب وفرنسا ولديها كل الأوراق في يدها للمساهمة في التهدئة بين البلدين، خاصة أنها فرنسية مغربية”، وفق ما يقوله مقربون منها.
وكشفت الصحيفة أن الجنسية المزدوجة لسيطايل يمكن أن تخلق لها متاعب في ظل تعرض العديد من المسؤولين المغاربة لانتقادات عديدة لأنهم يحملون جواز سفر فرنسيا، كما الحال لوزير التربية الوطنية حاليا شكيب ينموسى الذي شغل منصب سفير المغرب في فرنسا إلى غاية 2021.
إرسال تعليق