قلم الناس
مكناس
تعيش منطقة حمرية، القلب النابض لمدينة مكناس، على وقع تنامي ظاهرة “التشمكير”، في مشهد يعيد إلى الواجهة النقاش حول واقع الشباب، الفضاءات العمومية، والوقاية من الانحراف الاجتماعي. ورغم المجهودات الأمنية المبذولة، فإن الظاهرة بدأت تأخذ أبعادًا مقلقة لدى ساكنة المدينة، خاصة مع تزايد مظاهر العنف، تعاطي المخدرات، التسكع، والتحرش.
ففي كل مساء تقريبًا، تتحول بعض الأحياء والأزقة، خصوصًا في محيط حمرية، إلى أماكن تجمع لعشرات الشبان، بعضهم في وضعية غير مستقرة، يتبادلون ألفاظًا نابية، ويعرضون المارة للإزعاج، بل أحيانًا للتهديد أو السرقة.
تفسير الظاهرة: عوامل اجتماعية واقتصادية مركبة
يرى فاعلون جمعويون أن الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل نتاج تراكمات اجتماعية واقتصادية. فمع تصاعد نسب البطالة، وتراجع أدوار المؤسسات التربوية والثقافية، يجد عدد كبير من الشباب أنفسهم في فراغ قاتل، يدفعهم إلى التسكع والانخراط في سلوكيات منحرفة.
ويؤكد أحد سكان حي حمرية قائلاً: “الوضع أصبح لا يُطاق. لم نعد نشعر بالأمان حتى ونحن في قلب المدينة. هناك من يتعاطى الشيشة في الشارع، ومن يتشاجر بصوت مرتفع دون رادع.”
مقاربة أمنية أم حلول مجتمعية؟
وفي ظل هذه الأوضاع، تتعالى الأصوات مطالبة بمقاربة متعددة الأبعاد، حيث لا يمكن الاعتماد فقط على الحلول الأمنية، رغم أهميتها، بل يجب التركيز كذلك على:
دعم البنية التحتية الثقافية والرياضية.
إعادة إحياء مؤسسات التأطير كدور الشباب والمراكز التكوينية.
إدماج الشباب في مشاريع اقتصادية صغيرة.
تكثيف الحملات التوعوية الموجهة للفئات الهشة.
رسالة مفتوحة لصناع القرار
الرسالة التي يوجهها الشارع المكناسي واضحة: لا يمكن محاربة التشمكير إلا بإعطاء الأمل لهؤلاء الشباب، وتوفير بدائل حقيقية تعيد لهم الثقة في المستقبل. فمكناس التي تحمل تاريخًا عريقًا وتراثًا ثقافيًا غنيًا، تستحق أن تكون مدينة للعيش الكريم لا بؤرة للهشاشة الاجتماعية
إرسال تعليق