هل كان عمدة مدينة فاس في كامل قواه العقلية عندما قرر تفويت صفقة مواقف السيارات لشركة إيطالية و بهذه الشروط ؟ هل يعلم أنه بهذه الصفقة سيشرد أكثر من 600 أسرة بفاس ؟ ألا يعرف أن التسعيرة الجديدة بهذه الباركينات تفوق بكثير القدرة الشرائية للمواطن الفاسي أم أن مستوى البذخ الذي أصبح يعيشه بفضل “الديبشخي” الذي أوصله إلى البرلمان و وضعه على رأس جماعة فاس جعله لا يرى البؤس الذي أصبح يعيشه مواطنو هذه المدينة ؟لا يختلف اثنان من أبناء مدينة فاس على أن هذه الصفقة إن تم تفويتها فإنها ستدمر ما تبقى من القدرة الشرائية للمواطن الفاسي البسيط : فليس كل الفاسيين يمتلكون سيارات فارهة من نوع “جاكوار” مثلا أو “رولس رويس” بل إن أكثرهم من الموظفين و المهنيين البسطاء الذين إذا ما امتلكوا عربات للتنقل فغالبا لا يتعدى سعرها ثلاثة أو أربعة ملايين سنتيم تقيهم فقط حر الصيف و برد الشتاء. كيف يعقل أن يدفع موظف أو مهني بسيط 20 درهما في اليوم ثمن ركن سيارته بدون حراسة و أجر و وظيفته لا يتعدى 3000 درهما في الشهر ؟ هل انقرضت الشركات و الكفاءات المغربية ليسمح العمدة لنفسه بجلب شركة إيطالية لترسو عليها هذه الصفقة و تستفيد هذه الأخيرة لمدة 25 سنة من دجاجة شوارع و أزقة فاس التي ستبيض لها ذهبا ؟
عن موقع الحقيقة 24