قلم الناس
ويعتبر المغرب البلد العربي الوحيد في شمال إفريقيا، الذي يحتل فيه (الأولياء) مكانة جد متميزة في المتخيل الشعبي حيث تحظى أضرحتهم بقداسة تمزج الديني بالخرافي، وتستثمر كما يقول الباحث المغربي الدكتور الحسين بو لقطيب: «الرأسمال الرمزي للأسطورة بغاية تحقيق أهداف تجارية واضحة إلى جانب أهداف أخرى مستترة»2 فلا تخلو مدينة أو قرية من أضرحة يطلق عليهم (رجال البلاد)، والوافد إليها من الغرباء يردد (شيلاه أرجال لمكان) ظنا منه أنه بهذا يستأذن سكانه والثاوين فيه، ويتأدب معهم ويسالمونه ويعلنون أنهم لن يؤذوه.
وقد تحدث الباحث (بول باسكون) عن مائة وخمسة ألاف ضريح للأولياء في جميع جهات المغرب، يلجأ إليها الناس للتبرك أو طلب (التشفع) و(المعونة) من صاحب المقام الذي ينظر إليه الناس باعتباره (وليا من أولياء الله، وصاحب كرامات) يعالج الأمراض العقلية والنفسية. دافعه الشعور بالعجز لدى الإنسان، لانعدام وسائل المقاومة والصراع لديه. «وغير خاف أن المعتقد يتأثر بواقع البيئة ونوعية الجنس الذي يعيش فيها، وما عرفه من تطورات وما كان له خلالها من احتكاك بغيره. وما عرفه من تطورات وما كان له خلالها من احتكاك بغيره. وهو ما يكون مختلفا حين تكون البيئة منغلقة على نفسها، وغير متفتحة على غيرها، عبر ديانات وما أنتجت من حضارات وثقافات، ومن خلال ما يسبقها من مراحل كثيرة وثنية، قبل أن تتبلور في الأديان السماوية. وإذا كان الدين يؤثر بعمق في جميع المظاهر الاجتماعية ويتحكم فيها تحت نظر المجتمع والسلطة، سواء بالنسبة للحياة الخاصة أو العامة، فإنه يظل المعتقدات لتلك المراحل السابقة عليه – أي حتى حين تضعف أو تضمحل أو تنسى – حضور ما قد يكون قويا في الممارسات وفي المشاعر والأفكار والعادات والتقاليد، أي في ثقافة المجتمع. وعلى العموم، فإن المعتقد بكل ما ينتج عنه يطبع ذهن الإنسان ومزاجه وعاطفته وفكره»3. وتتجلى سلطة الضريح كمجال مقدس في طقوسه وممارسته التي يفرضها على داخله، إذ أن الزائر لا يمكنه الاقتراب من هذا المجال المقدس دون أن يضع نفسه رهن إشارة قوى ليس هو صاحبها وبالتالي فهو ضعيف كل الضعف أمامها، فعليه الامتثال لطقوسه وشعائره.
لالة ستي هنو
ـ لالة ستي هنو: يوجد ضريحها بحي القنوط على يسار الداخل للدرب الذي يحمل اسمها. كما لها باب آخر عبر درب بو زينة. زيارتها تتم كل جمعة تبركا بها وطلبا للخير.
لالة ستي كلينة
ـ لالة ستي كلينة: يقع ضريحها داخل المسجد الذي يحمل اسمها بحومة سيدي بوطيب على يسار الداخل لدرب سيدي عبد القادر العلمي. ومن اسمها تطرح فرضية كونها صالحة مشرقية انتقلت إلى المغرب، واحتفظت الاسم نفسه.
لالة رقية بنت العربي
ـ لالة رقية بنت العربي: يوجد ضريحها بحي جناح الأمان، وهو قبر داخل بيت وبجواره مقبرة، وتتم زيارتها لدفع النحس وطلب الخير.
إرسال تعليق