سؤال مشروع :أي بحث علمي نريد بجهة فاس مكناس..في غياب ثقافة التحفيز ؟

  • الكاتب : ذ- يوسف السوحي
  • بتاريخ : أغسطس 28, 2025 - 11:59 ص
  • الزيارات : 427
  • استبشرت ساكنة جهة فاس مكناس خيرا ،عندما تم الاعلان بمقر الجهة ، يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 عن لقاءً خصص لإعطاء الانطلاقة الرسمية للنسخة الثانية من الجائزة الجهوية للبحث العلمي،لقاء ترأسه والي الجهة عبد الغني الصبار،ورئيس الجهة عبد الواحد الانصاري ،جائزة تضع دعم البحث العلمي من أولويات برنامج الساهرين على جهة فاس مكناس ،ويدخل ضمن أساسيات مخطط الاقلاع الاقتصادي والتنموي بالجهة،على اعتبار أن إقتصاد المعرفة أحد الركائز الأساسية المعول عليها لتحقيق التنمية،وأن هذه
    الجائزة الجهوية حسب منظور مجلس الجهة، تجسد حرصه على ترسيخ مكانة البحث العلمي كدعامة أساسية للتنمية الجهوية المستدامة. كما يندرج هذا الورش في إطار تفعيل الاختصاصات المشتركة للجهة، وتعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والفاعلين الأكاديميين والعلميين، على المستويين الجهوي والوطني، بهدف إرساء دعائم قطب علمي متميز، يعلي من قيمة الابتكار، ويسهم بفعالية في بناء اقتصاد مبني على المعرفة..،لكن هناك العديد من الاسئلة المشروعة التي يطرحه مختلف الفاعلين في الحقل المعرفي،من قبيل ،هل يدرك المنتخبين بمجلس جهة فاس مكناس،تحدى الرهان على ترجمة البحوث العلمية إلى مشاريع عملية،وتوفير الكلفة المالية الباهضة لأنجازها ؟لماذا لم يتم إشراك القطاع الخاص ،وأعني الشركات الكبرى المهتمة بالبحث العلمي ،في الرفع من قيمة الجائزة ،وتبنيّها؟ بحيث لا يعقل أن ندعم البحث العلمي عن طريق تعويضات بسيطة لا تتعدى 80000 درهم للفائز الاول،في الوقت الذي يصرف فيها مجلس الجهة على تعويضات التنقل و الفانينن أضعاف هذا المبلغ ؟وهل فعلا هناك بيئة علمية واقتصادية،بإمكانها توفير حضانة لولادة وعيش هذه المشاريع العلمية؟ أم هي مجرد مسابقة “فلكلورية” فقط ؟
    إن هذه التساؤلات التي يطرحها المهتمين والمتتبعين للشأن العام المحلي بجهة فاس مكناس، لا تهدف إلى تبخيس عمل المنظمين لهذه الجائزة ،أو التقليل من قيمة المبادرة في حدّ ذاتها ،ولكن هي من قبيل تحديد الرؤية والتصور بخصوص الموضوع،وتجويد مضمون هذه الجائزة والرفع من قيمتها المالية،كما يحدث في البلدان المتقدمة كسنغافورة مثلا ،التي جعلت من الانفتاح على الجامعات ومعاهد البحث ، وشركات القطاع الخاص ،فرصة لتطوير مستوى الدخل الفردي و عيش الساكنة،وخلق بنية تحتية أساسية عملاقة،في الطرق ،الإنارة ،القناطر،البنايات،المواصلات،البيئة… ،والمساهمة في الرفع من صبيب النموى بالجهة،والنجاح في خلق تناغم وتكامل بين البحث العلمي وحاجيات الساكنة على أرض الواقع ..،لهذا لا يمكن الحديث عن خلق جائزة للبحث العلمي في دورتها الثانية من طرف مجلس جهة فاس مكناس ،وترك توصياتها وبحوثها وعمل لجنها في الرفوف يطالها النسيان ،كنوع من الترف الفكري المخملي ،أو جعلها مع مرور الدورات إنجازات خرافية و طقوس احتفالية سنوية فقط ،تخضع للولاءات الحزبية ونزوات المنتخبين…فهل من مجيب ؟