المغرب ينافس الصين على معادن المستقبل من أعماق الأطلس الكبير..

  • بتاريخ : أكتوبر 2, 2025 - 5:06 م
  • الزيارات : 148
  • قلم الناس: متابعة

    في أعماق جبال الأطلس الكبير، تتجسد طموحات المغرب البيئية والاقتصادية عبر مشاريع طموحة لاستغلال المعادن الاستراتيجية، حيث تواصل مجموعة مناجم المغربية تعزيز استثماراتها في استخراج وتحويل مواد تدخل في صميم التحول الطاقي العالمي.

    وسلط ربورتاج ميداني نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية، يوم الأحد فاتح يونيو، الضوء على منجم الكوبالت في بو وازار، الذي يقع على بعد 120 كيلومترا جنوب ورزازات، كمثال حي على هذا التحول.

    فوسط ظروف قاسية وتحت الأرض بـ500 متر، تتابع المجموعة أنشطتها في استخراج أحد أكثر المعادن ندرة وأهمية في العالم: الكوبالت، المستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

    ويروي فريد الحمداوي، مدير أنشطة المنجم، تفاصيل النزول إلى الأعماق عبر قفص معدني ضيق، تعلوه أصوات صرير حديدية وأجواء خانقة، في مشهد يختزل التحديات المرتبطة بالعمل في باطن الأرض. لكن هذه البيئة الصعبة تقابلها رؤية استراتيجية طموحة يقودها المغرب لاقتحام سلاسل القيمة العالمية للمعادن الخضراء.

    رشيد الحدفي، أحد المسؤولين عن عمليات التنسيق داخل المنجم، وربيع أولاد برويجل، مدير العمليات الصناعية للنحاس، يؤكدان أهمية ما يتم استخراجه من هذه الأعماق في خدمة مستقبل الطاقات النظيفة، حيث يدخل الكوبالت والنحاس في صميم الصناعات المستدامة.

    وتشير لوفيغارو إلى أن مجموعة مناجم تقدم نفسها اليوم كبديل إفريقي موثوق للصين، التي تهيمن على السوق العالمية للمعادن الاستراتيجية. وبهذه الرؤية، يسعى المغرب إلى ترسيخ مكانته كلاعب رئيسي في هذا القطاع، خاصة مع تسارع الطلب العالمي على المواد الأولية المرتبطة بالانتقال الطاقي.

    ولا تقتصر جهود المجموعة على الاستخراج، بل تمتد إلى تطوير تقنيات التحويل والتكرير، من أجل تعزيز سلسلة القيمة محلياً وتقليص التبعية الخارجية.

    من خلال هذه الدينامية، يخطو المغرب خطوات واثقة نحو بناء نموذج تعديني أخضر ومستدام، يربط بين الاستغلال الرشيد للموارد الطبيعية والتحول الطاقي العالمي. ويأمل الفاعلون المغاربة أن تتحول هذه الاستثمارات إلى رافعة اقتصادية كبرى تعزز من سيادة البلاد الطاقية والصناعية، وترسخ حضورها في خارطة المعادن العالمية.