المدن الجبلية بين واقع الهشاشة وافاق التنمية المستدامة ..جهة فاس مكناس نموذجا

  • بتاريخ : فبراير 28, 2023 - 9:33 ص
  • الزيارات : 24
  • قلم الناس

    بقلم :ذـ يوسف السوحي

    في عزّ هذه الاجواء الباردة ،تعاني المناطق الجبلية ببلادنا بصفة عامة ،وعمالات واقاليم جهة فاس مكناس،من واقع هش ومزري ،وتتضاعف هذه المعاناة كلما استمرت الثلوج في التساقط ،وتبرز على وجوه ساكنة هذه المناطق معالم ضعف البنيات التحتية والفقر والهشاشة،لانها ضحية ضعف العدالة المجالية ببلادنا بحيث أن مظاهر التفاوتات الاجتماعية والترابية كبيرة وعميقة جدا ،بالرغم من كونها تشكل 26 بالمائة من المساحة الاجمالية للمغرب و30 بالمائة من مجموع الساكنة،و35 بالمائة من الاراضي الصالحة للزراعة ،،كما تعتبر خزان المغرب ب 75 بالمائة من الموارد المائية السطحية و46 بالمائة من مجموع الجماعات الترابية،وشكل موضوع الجبل أهمية قصوى في السياسات العمومية التي تهدف الى تثمين المناطق الجبلية وادماجها في التنمية الترابية المستدامة ،كما أن المجالات الجبيلية تزخر بعدة مؤهلات طبيعية وبشرية هامة بامكانها أن تلعب دورامهما في الاقتصاد ،إلاّ أنها تعتبر كذلك مجالا للعديد من الاختلالات والاكراهات كلاستغلال الجائر للموارد الطبيعية،وهشاشة المنظومة البيئية وتأخر فاضح على مستوى التجهيزات الاساسية كالطرقات والمؤسسات التعليمية والصحية وضعف تأهيل العنصر البشري {أمية ،فقر،بطالة ..،}بحيث تصل نسبة الأمية 51,1 بالمئة ،عند الرجال بالجبل ،وعند النساء 54,8 بالمئة ،مقارنة بالمعدل الوطني الذي يبلغ حوالي 32,2 بالمئة،بالاضافة الى أن معدل الفقر يبهذه المناطق الجبلية بلغ 8,76 بالمئة،وهو يفوق بشكل كبير المعدل الوطني 3,5 بالمئة..

    إن ساكنة مختلف المدن الجبلية {افران ،ازرو،تازة ،الحاجب ،تاونات ،بولمان …} بجهة فاس مكناس ،تنتظر من هذه الحكومة مجهودات أكبر من أجل تخليصها من ويلات الفقر والهشاشة…،و القطع مع منطق استنزاف خيرتها والذهاب بها إلى مدن أخرى من أجل تصنيعها ،وضرورة تسويق مميزاتها الجبلية لجذب الاستثمار الخاص والتخفيف من البطالة الواسعة التي تعيق تنميتها.