رئيس مجلس جماعة مكناس يسابق الزمن من اجل ايجاد حل للباعة الجائلين ،وفك طلاسيم شفرة الأسواق النموذجية بالعاصمة الاسماعيلية .
كثر الحديث في الشارع المكناسي على مسلسل “فوضى “ظاهرة الباعة المتجولين بمختلف أحياء المدينة ،وانتشارهم بشكل عشوائي وفوضوي، ساهم في إنساف كل المخططات الخاصة بالتأهيل الحضري والعمراني للعاصمة الاسماعيلية، وأفشل كل المبادرات والبرامج المقترحة من طرف مختلف الفاعلين ،للحد من تمدد واتساع نطاق هذه الظاهرة الخطيرة، بحيث قامت مختلف المجالس الجماعية المتعاقبة على تسيير وتدبير الحاضرة الاسماعيلية مكناس، منذ سنة 2004 ،بخلق العديد من الاسواق النموذجية لمواجهة ظاهرة الباعة الجائلين، وايوائهم فوق قطع أرضية تدخل ضمن أملاك الأحباس والاملاك المخزنية.
ولإنجاز هذا المشروع الواعد ،صادق مجلس جماعة مكناس خلال دورة شهر أبريل 2004 على اتفاقية شراكة مع شركة “كونيفا” لايواء الباعة الجائلين بمختلف الأحياء التابعة لجماعة مكناس، ومن أجل انجاز هذا المشروع الضخم ،حددت الشركة مع مجلس الجماعة العديد من الأحياء والمواقع بمكناس، لإقامة هذه الأسواق النموذجية بسومة كرائية حددت في البداية 300.00 درهم شهريا لكل مستفيذ، لتصبح بعد ذلك 150.00 درهم {دورة أبريل 2006} لتنتقل خلال دورة يوليوز 2011 إلى 80.00 درهم شهريا ،أما المحلات التي ترك التصرف فيها للشركة فقد عرفت بدورها انخفاظا من 400.00 درهم إلى 150.00 درهم شهريا، الأمر الذي يوضح عدم قدرة المستفيدين على الالتزام ببنود الاتفاقية، كما أن الاتاوة المتفق على دفعها من طرف الشركة فقد عرفت بدورها تعديلا ،حيث حددت في بداية المشروع من 60.00 درهم للمتر المربع الواحد المستغل، لتصبح 20.00 درهم ولتستقر في/ 15 بالمائة من المداخيل، ليتبين مع كل هذه المعطيات أن هناك مياه جرت تحت الجسر ..،منذ سنة 2004 إلى حدود انتهاء ولاية عبد الله بوانو، الذي طرح هذا المشكل المتوارث في اخر دورة لمجلس جماعة مكناس ،بعد تشخيص شامل للوضعية المزرية لكل الاسواق النموذجية بتراب الجماعة ،بحيث نرى أن جل هذه الاسواق غير مشغلة، وأن ظاهرة الباعة الجائلين ازدادت انتشارا وتعقيدا، بعدما اتضح أن هناك غياب موضوعي لثقافة الانتظام داخل أسواق نموذجية ،والالتزام ببنود الاتفاقية،بل أصبحت تجارة تذر المال على بعض المستفيذين منها لعدة مرات..، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل عن الاسباب الحقيقية لفشل شركة “كونيفا” وجل المجالس المنتخبة بعمالة مكناس في تدبير وتسيير هذه الاسواق النمودجية ؟ولماذا فشلت السلطة ومجلس الجماعة وجمعيات التجار ،في التخلص من هذه الظاهرة ؟وماهي عواقب عدم استخلاص رسومات الكراء على خزينة الجماعة ؟ وكيف سيعالج جواد باحجي رئيس مجلس جماعة مكناس أوجاع الباعة الجائلين والاسواق النموذجية ؟
إرسال تعليق