يتسم المشهد السياسي بالعاصمة الاسماعيلية مكناس، بالركود والرتابة والانتهازية المفرطة للمتحكمين فيه،وعدم تجديده على صعيد النخب الحزبية ،بل حلقات هذا المشهد السريالي ..،عبارة عن نسخ كربونية متكررة منذ 2011 إلى اليوم،ولعل فوز نفس الأحزاب : الحركة الشعبية ،الاتحاد الدستوري ،العدالة والتنمية ،التجمع الوطني للأحرار ،حزب الاستقلال وأخيرا حزب الاصالة والمعاصرة بالمقاعد 6 لدائرة مكناس، وعودة نفس الوجوه ونفس الاسماء تقريبا عند معظم هده الاحزاب إلى قبة البرلمان بمجلس النواب يؤكد هذه الحقيقة المرة،رغم سخط الساكنة المكناسية وتدمرها من نتائج أغلبيتها…، بحيث يتساءل المتتبعين للشأن العام المحلي عن حصيلة هؤلاء السادة البرلمانيين كما وكيفا مند أكثر من عقد من الزمن؟وماهي القيمة المضافة التي أنتجوها لصالح قفة مطالب وحاجيات الساكنة؟في ظل الأوضاع المأزومة التي كانت من إنتاج تدبير وتسيير بعضهم في السنوات الماضية والتراجع الواضح لمختلف القطاعات سواء الاقتصادية والثقافية للمدينة ،وهو للأسف الشديد إرث ثقيل يعيق اليوم تطوير معدلات التنمية المحلية بمكناس…،لهذا اما ان الأوان لهذه النخب “الانتخابية” ان تقف وقفة صريحة مع الذات وتعترف بأخطائها وعجزها على الترافع عن القضايا الجوهرية للساكنة والمشاريع الكبرى ،وبالتالي الوقوف على مكامن الخلل التي جعلتهم لا يستجيبون لحجم تطالعات وانتظارات المكناسين والمكناسيات،بدل البكاء على الأطلال وتحميل المسؤولية لمجلس جماعي لا تزيد تجربته عن سبعة أشهر،لازال يحصي ديون المجالس السابقة واختلالاتها..،ولماذا لم تنخرط هذه النخب البرلمانية المكناسية بحزم و إرادة قويتين في بلورة تصورات استراتيجية تساهم في إخراج الحاضرة الاسماعيلية من عزلتها الاقتصادية والتنموية؟واتخاد خطوات وإجراءات فعلية للدفاع عن حق الساكنة المكناسية في جزء مهم من المشاريع المهيكلة مثلها في ذلك مثل مدن كبرى لها تاريخ وإرث ثقافي وعمراني ونسيج اقتصادي قديم،واخفاقهم في انجاز مشاريع ملكية تمت في عهدهم كانت ستكون منطلق حقيقي للتنمية بالمدينة {قرية الصانع، المنطقة الصناعيةأكروبليس ،منتزه باب بلقاري ،مشروع تثمين المدينة العتيقة…،عوض بكائها اليوم وفي كل موسم انتخابي وتبادل الاتهامات حول فشلهم في تحقيق مشروع مكناس الكبير.
إن النخب “البرلمانية بمكناس ” مطالبة اليوم بالانفتاح على الساكنة عوض انعزالها وانكماشها وانشغالها في قضاء مصالحها الشخصية،والترافع بشكل جدي ومسؤول عن الملفات الكبرى لساكنة العاصمة الاسماعيلية،وتوظيف الرصيد النضالي لبعضهم وعلاقة بعضهم الاخر بالحكومة من أجل جلب إمكانيات مالية ومشاريع تنموية للمدينة،كما أن تجديديها أمر أضحى حتمي وضروري لكونه يسمح بتعزيز تركيبتها بكفاءات جديدة في كل حين،ليمنحها نوع من الفعالية والحركة والعطاء باستمرار،ومعانقة ألام وأمال الساكنة وبلورة تصورات وقرارات تنسجم وتطلعاتهم وانتظاراتهم،والاشتغال بشكل تشاركي وتناسقي مع المجالس المحلية والغرف المهنية …يتبع
إرسال تعليق