قلم الناس ـ
بقلم:ذ ـ يوسف السوحي
شاءت الأقدار لجريدة “قلم الناس” الورقية أن تتوقف لمدة سنتين عن الصدور عند العدد 102 بسبب العديد من المتغيرات الذاتية والموضوعية التي عرفتها الساحة الاعلامية ببلادنا ،منها ما يخص خروج قانون الصحافة و النشر الجديد ومشاكل دعم الصحافة الجهوية وتداعيات جائحة كورونا على قطاع الصحافة الورقية ،لكن وقوفها ليس موتها كما كان يمني النفس البعض،حيث كان تركيزإدارة المؤسسة على النسخة الالكترونية لخلق بديل للقراء الى حين بزوغ فجر صبح جديد،لتنبعث من رمادها و يشتعل لهيبها من جديد بصدور العدد 103 الذي هو الآن في طريقه الى الأكشاك باحثا له عن مكان وسط كبريات الصحف الجهوية المغربية ،و هو تحدي أخر تنهجه المؤسسة الإعلامية “قلم الناس ميديا ” التي تشتغل أكثر من عشر سنوات دون دعم من القطاع الوصي أو غيره،وباستقلالية كاملة على كل التيارات سياسية أو النقابية…،عودة أساسها الإصرار في المواكبة و إرساء الأسس المثينة للإعلام الجهوي الجاد بإمكانيات ذاتية هو الهدف المنشود، خصوصا ونحن مقبلين على تنزيل النموذج التنموي الجديد واستحقاقات جديدة في منتصف 2021 من شأنها أن تفرز كفاءات و نخب جديدة تسهر على تذبير وتسيير الشأن العام ،عودة نحرص من خلالها على التتبع للشأن العام و العمل بكل جدية في تسويق التراب المجالي بجهة فاس مكناس الذي تنتمي إليه الجريدة هو المبدأ ، و عمل مجموعة جرائد قلم الناس ـ الورقية والالكترونية ـ في ظل تنزيل الجهوية المتقدمة، هو قناعة لا يمكن توجيهها من أي كان ،و قول الحقيقة بكون العاصمة الاسماعيلية والجهة تعيشان تنمية حقيقية لا يمكن حجبها استجابة لرغبة أي كان ،كما لا يمكن للجريدة وفق خطها التحريري أن تزايد سياسيا لفائدة زيد أو عمر،أو أن تنظر فقط للنصف الفارغ من الكأس ،أو السكوت عن أية اختلالات أو فساد كيفما كان، أو عدم الوقوف بجانب المظلومين و أصحاب حق ،لتبقى هذه هي الرسالة الاولى و الاخيرة لمجموعة جرائد قلم الناس،التي عاشت مراحل صعبة وتعرضت بفضل مواقفها وخطها التحريري لمحاكمات قضائية بسبب كشفها للفساد والمفسدين،لكنها كانت دائما تخرج من أزماتها أكثر إصرار من الاول ،ولكونها تأخد نفس المسافة من جميع الهيىآت السياسية و النقابية و الجمعوية و باقي المؤسسات العامة و الخاصة ،و بذلك تبقى قلم الناس فضاء اعلامي حر ومستقل بجهة فاس مكناس ،وملك لكل الغيورين على تنميتها وتطويرها،وطاقمها منفتح على مختلف الاراء والاقتراحات.
إرسال تعليق