نأسف للإزعاج : وزير الثقافة يدعم ثقافة الميوعة ويشجع منطق الوزيعة والريع.

قلم الناس

بقلم : ذ ـ يوسف السوحي

شكّل موضوع الدعم الذي خصصته وزارة الثقافة لمجموعة من الفنانين بين قوسين ،مادة صحفية واعلامية تفاعل معها رواد الفايسبوك ،وخلفت انتقدات واسعة في صفوف المغاربة ،لكونها مبادرة اعتبروها خاطئة في الزمن الخاطئ،لانه من العبث ان يصرف وزير للثقافة مليار و400 مليون سنتيم على أسماء لم ولن تعطي للفن قيمة مضافة،لكونها ببساطة شديدة أصوات تنتصر لفن الميوعة والكلمة الساقطة ،وهناك أسماء فنية وازنة هي في غنى عن هذا الدعم ،واشتغلت في العديد من المناسبات والمهرجانات ولديها مشاريع أخرى تغنيها في زمن كورونا عن دعم الدولة.وباستطاعتهم انتاج الاغاني إن كانت هناك انتاجات فعلية تستحق الدعم ومقاومة تداعيات الجائحة .

إن اقدام الحكومة على تقديم هذا الدعم السخي لفئة من الفنانين مع اقصاء فئة  أخرى تستحق بالفعل الدعم،في هذا التوقيت وبهذه الطريقة،يعبّر صراحة عن ارتباكها وتخبطها العشواء،فلا يعقل أن نصرف بضعة دراهم لنساء ورجال الصحة ،الذين يشتغلون في قطاع اجتماعي أساسي ،ويقدمون خدمات طبية واستشفائية على علتّها، بشكل يومي في المداشر والمدن،و كانوا في الصفوف الأمامية  في زمن كورونا،وتحملوا الاخطار الجسدية والنفسية للجائحة ،في المقابل يصرف مليار ونصف على ثقافة الطبل والمزمار،من غير المعقول أن ندعم الفنان الذي هو أصلا في غنى عن هذا الدعم ،ويربح من اليوتوب ،ونترك الموسيقين يتسولون ،الم يكن من الاجدر أن يقدم هذا الدعم لمجموعة من الموسيقين ورواد الغناء الذين يموتون في صمت؟وعلى  المعاهد الموسيقية و الجمعيات والفرق الجادة وشركات الانتاج المعقولة،ألم يكن حريا برئيس الحكومة أن يرتّب الاولويات في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ المغاربة؟ أن يدعم مشاريع ثقافية كبرى متوقفة بالعديد من المدن ،وأن يجهز مختلف المستشفيات بأجهزة التنفس الاصطناعي والسكانير ، ويشجع المغاربة على التعايش مع الوباء ،ويوفر دعم اضافي للجماعات المحلية والمجالس المنتخبة لتنظيم التظاهرات والمهرجانات الفنية والثقافية ،وعودة  المقاولات السياحية ،الفنادق والمطاعم  للاشتغال من أجل أن يوفروا لهؤلاء الفنانين والموسقين فرص عمل مستمرة وليس تشجيعهم على ثقافة الوزيعة والريع .