بقلم/ مريم الشراضي – صحفية متدربة
في ظل سيطرة “السوشيال ميديا” على حياة المجتمعات والتى أصبحت الحياة دونها مستحيلة إن لم نقل مستحيلة، انتشرت عدة ظواهر غير محمودة، أهمها ظاهرة النصب من خلال الشبكة العنكبوتية وبعض الوسائل الإعلامية والفضائيات سواء بعمل تطبيقات دعائية أو بإذاعة إعلانات لسلع وهمية أو مشكوك فى مصدرها وجودتها، حتى المرضى لم يسلموا من الدعاية الكاذبة والخادعة لبعض الأدوية. غير أنه للأسف تلقى رواجا كبيرا خاصة أن المريض بمثابة الغريق يتعلق بـ”قشة” كما يقال. لكن ما يستحق أن ننتبه إليه ونحسب له ألف حساب هو أن من يقف وراء اتساع ظاهرة النصب الإلكتروني هو كثرة الطماعين، كما يقول مثال شعبى “ما كيعرف للطماع غير الكذاب”.
وأعتقد أن الرغبة الجارفة للكسب السريع بأية وسيلة، مشروعة أو غير مشروعة سببا رئيسا أيضا وراء انتشار هذه الظاهرة المقيتة التي أصبحت آخذة في الاتساع بشكل مخيف، وتتسع معها فرضية انهيار القيم، فكم من التطبيقات التي تدعو للاشتراك والتفاعل مع ما تعرضه من محتوى وصور وفيديوهات وبعدد اللايكات وباشتراك سنوي ضئيل تمنح لهم أرباحا ضخمة، لكن للأسف يتدفق الآلاف على الاشتراك تحت إغراء ما يرونه من أرباح قُدمت فعلاً لمن سبقوهم في هذه العملية، لكن فجأة تحدث الصدمة ويتم اختفاء التطبيق، وتصبح الحسرة والندم لسان حال هؤلاء الطماعين ولا يدرون ماذا سيفعلون وإلى من سيشتكون؟
لذا يجب التوعية، وزيادة الوعي للحد من انتشار هذه الظاهرة وأخطارها على المجتمع، وعلينا أن نعلم أن هؤلاء النصابين دائما ما يعتمدون على أطماع الضحايا بعروض وهمية، أو بإقناع الضحايا إقناعا كاملاً بمخطط الثراء لكن في لمح البصر تتبخر أموال الضحايا، فظاهرة الاحتيال كنوع من أنواع السرقة موجود منذ الأزل لكن ما يجب أن نعرفه حق المعرفة أن المحتالين متجددون ويمتلكون مرونة عالية للتكيف مع كل جديد، وتوظيفه جيدا لخدمة أهدافهم غير المشروعة، والآن في ظل عصر الحداثة وسيطرة “السوشيال ميديا” على حياتنا وجعلها العالم كله بمثابة قرية صغيرة أصبح انتشارهم أكثر وأسرع وأخطر، لذا وجب دق ناقوس الخطر وجرس إنذار من اتساع ظاهرة النصب الإلكترونى.