بقلم :ذ ـ يوسف السوحي
لا حديث في الشارع المكناسي هذه الايام ،سوى على المساعدات الاجتماعية التي فرضتها جائحة كورونا وقفة رمضان ،و التي تأتي هذه السنة متزامنة مع هذه الازمة التي لم يسبق لمغاربة ما بعد الاستقلال ، معرفتها او تعايشوا معها،قفة دفعت العديد من الجمعيات والمحسنين بالعاصمة الاسماعيلية إلى إعطاء الانطلاقة لهذه المبادرة الانسانية،التي تتوخى دعم الاسر الفقير بالمواد الغذائية،والحفاظ على كرامتهم في ظل هذا الوباء ،الذي فرض على الدولة المغربية حالة الطوارئ،وتوقيف كل الانشطة الاقتصادية المدرة للدخل،وفتح صناديق الاعلانات على مختلف المستويات ،كما دفعت هذه الجائحة إلى تحمل المجالس المنتخبة (الجماعة والمجلس الاقليمي ) كلفة القفة والمساعدات الغذائية،وتسليمها لعمالة الاقليم لكي تتم توزيعها على الفئة المستهدفة من ساكنة مكناس،وهناك كذلك العديد من الأحزاب السياسية النشيطةو المنظمة عبر تنسيقيات او مفتشيات،التي تتوفر على مقرات و المعروفة تاريخيا بالمدينة بمختلف هياكلها التنظيمية ( شبيبة، المرأة ، الكشفيات ،النقابات ،والجمعيات التربوية المنضوية تحت لوائها ،تساهم في ادخال الفرحة على مناضليها ومنخرطيها وتحاول قدر الامكان مساعدتهم والتخفيف من وطأة هده الجائحة عليهم ،عبر تقديم مساعدات ومواد غذائية،لكن الغريب في الحالة المكناسية،هو بالرغم من وجود هذا الكم من المانحين لهذه القفة ،سواء كأشخاص محسنين أو جمعيات أو مؤسسات حزبية أو مؤسسات رسمية …،وبالرغم من الميزانية الضخمة التي خصصها ،مجلس جهة فاس مكناس ،ومجلس عمالة مكناس ،ومجلس جماعة مكناس ،الاّ أن هناك تبخيس لعمل كل هؤلاء الفاعلين من طرف بعض الجمعيات المرتزقة والاقلام المسخرة ، التي تحاول الركوب على هذه الموجه،واستغلال هذا الموقف لصالحها،كما أن هذه الجائحة كشفت عن العديد من الاوبئة المركبة التي لاتقل خطورة من كورونا والتي تصيب للاسف الشديد عدد من المغاربة كالجهل والجشع ،بحيث بالرغم من كثرة النداءات والحملات التحسيسية لاحترام الحجر الصحي ،نجد العديد من الاحياء لازالت مستمرة في مسلسل العبث وتعرف عدد من التجمعات البشرية والاكتظاظ بالازقة والاسواق … ،وكذلك نجد أن هذه القفة تسببت في احراج العديد من المحسنين والجمعيات الجادة والمنتخبين،بحيث أظهرت هذه المساعدات نوعية خاصة من الكائنات التي تستفيذ من مختلف الجهات ولعدة مرات ،وتنكر عملهم،بل تشوش على رأي العام بتدوينات فارغة تنم عن جهلهم ،وتبخس الناس أشيائهم.
إن المجهودات التي تبذلها الدولة المغربية مشكورة بمختلف مؤسساتها ،عجزت عن القيام بها دول تمتلك البترول وأخرى متقدمة،لهذا فعلينا الايمان واليقين بأن جائحة كورونا أظهرت لكل العالم على أن المملكة المغربية دولة تمتلك كل المقاومات الحضارية والتاريخية والثقافية ،كما يجب على السلطات المحلية ضبط مسألة توزيع المساعدات( القفة ،رميد، الضمان الاجتماعي ….)،وقطع الطريق على هذه الفئة “الجشعة “التي تحاول احتكار هذه المساعدات والتقليل من أهمية الاجراءات المساعدة الاخرى .
إرسال تعليق