في الصميم : تجار وباء كورونا …الخطر الذي يهدد استقرارنا المجتمعي.

بقلم : ذ ـ يوسف السوحي .

كشفت للاسف الشديد جائحة كورونا ببلادنا ،عن الوجه الحقيقي لبعض المسؤولين والمنتخبين،بل وأسقطت كل الاقنعة التي كانوا يرتدونها في مختلف المناسبات للضحك على المواطنين والمواطنات ،لدرجة استغلالهم الخبيث لهذه الازمة الصحية و الاجتماعية  والاقتصادية،لقضاء أغراضهم،بل هناك من البرلمانين و رؤساء المجالس المنتخبة بالمملكة المغربية،من اتخد من هذه الجائحة ،فرصة للربح وعقد صفقات بملايين الدراهم  بخصوص عملية التعقيم وشراء التجهيزات الخاصة بمكافحة كورونا ،وأصبحت الارقام والميزانيات المخصصة لذلك تبعث عن الضحك …،ومنهم من استغل الوضع وشرع في توظيف صفقات القفف والمساعدات الغذائية،في حملة انتخابية وتلميعية سابقة لأوانها،بل هناك فئة من الرؤساء من أرغم شركات تشتغل بجماعتهم  ومؤسسات اقتصادية على المساهمة في  تكلفة “القفة” ،وتسخيرها لاغراض  شخصية أو حزبية،وهناك من الجمعيات من تحكمت في توزيع هذه المساعدات وأخضعتها لرغباتها ونزواتها ،،وهناك من العمال من سلّم الصفقة أو الغنيمة لجمعية بعينها دون حسيب ولا رقيب،وخلق حسابات خصوصية ساهمت فيها الشركات والاعيان …،و من مهازل جائحة كورونا هناك من رجال السلطة والاعوان من اتخذ القفة بضاعة يختزنها أو يعيد بيعها …، لكن الامر  لم يقتصر فقط على بعض  العمال والمنتخبين  ورجال السلطة بل تعدها

إلى مختلف الوزارات والمؤسسات العمومية ، كوزارة الصحة وماعرفه المستشفى الجامعي بفاس  وغيره بخصوص صفقة تدبير النفايات الطبية ..، لكن ما حدث  في زمن كورونا في بعض  الاكاديميات التعليمية فاق كل التوقعات،وأظهر جشع بعض مديري الاكاديميات ، بحيث وخلافا  للتوجيهات الحكومية القاضية بمراجعة الصفقات المبرمجة، واعتماد تدابير تقشفية، والاكتفاء بصرف النفقات الضرورية لاستمرار المرفق العمومي، قامت بإبرام صفقات في عز انشغال الوزارة بتدبير تداعيات جائحة كورونا

ولجأت بعض الأكاديميات، وفي ظل الغموض الذي أعقب فترة تعطيل الدراسة الحضورية، ورغم تعاظم الشكوك حول صعوبات إجراء الامتحانات الإشهادية، إلى إبرام صفقات بمبالغ مالية ضخمة، تهم امتحانات مستوى السادس ابتدائي، والتاسعة إعدادي، إضافة إلى الباكلوريا.

وفي السياق نفسه، نشرت بعض الصحف الوطنية ،إقدام أكاديمية الرباط في 26 مارس الماضي، على ابرام صفقة همت اقتناء معدات ولوازم الامتحان، بأكثر من 100 مليون، والتي أشر عليها مدير الأكاديمية،  تضمنت بعض المعدات التي عرفت تضخيما في قيمتها الحقيقية، مثل بعض المعدات الإلكترونية، نظير ذاكرة التخزين التي وصل سعرها إلى 198 درهما، علما أن ثمنها الحقيقي لا يتجاوز 80 درهما في السوق، إضافة إلى سعر الأظرفة، ومداد الطابعة، ومعدات أخرى( جريدة الصباح )

وبغض النظر عن ثمن المعدات واللوازم، التي تم اقتناؤها بمبالغ مثيرة للشبهات، فإن إبرام صفقات امتحانات المستوى السادس ابتدائي، والتاسعة ابتدائي، يثير التساؤل حول مصير هذه الصفقات، وحول ما إذا كانت المصالح المالية ستبادر إلى إلغائها، أم أن الأكاديميات، ستبقي هذه الصفقات على أساس تحويل مقتنيات هذه السنة إلى الموسم المقبل.

لكن الخوف كل الخوف أن تركب  الأكاديميات الجهوية، موجة المبالغة في التدابير الاحترازية، بعد أن تحدثت تسريبات، عن توسيع مجال الصفقات المصاحبة للباكلوريا، لتأمين خدمات نقل المرشحين من وإلى القاعات الرياضية، والفضاءات العمومية المحددة لإجراء الامتحانات،وإبرام صفقات تتعلق بمواد النظافة و المطهرات، واقتناء الكاميرات الحرارية.

إن  التاريخ الانساني سبق وأن تحدث عن تجار المأسي والازمات،وحسم في موقفهم الجبان ،و أقر أن هناك  فئة من الفاسدين ولوبيات الحرب دائما ما يستغلون أزمات أوطانهم ومأسي شعوبهم،ليزداد الغني غنا والفقير فقرا ،لهذا فعلى الحكومة بمختلف وزرائها،وكل المؤسسات الدستورية المخول لها مراقبة المال العام ، أن تدقق في صفقات هذه المرحلة،وأن تطالب بلائحة المستفيذين والشركات وتقوم بافتحاصهم حتى لا ننتج في زمن كورونا كائنات وبائية تهدد حياتنا جميعا .

 

Ad image