غدا يعود الموظفون والمستخدمون إلى مقرات عملهم،وتستعيد الادارات حياتها الطبيعية.

قلم الناس ـ متابعة

ابتداء من يوم غد الأربعاء 27 ماي، سوف تعود الحياة الوظيفية إلى مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية، وذلك حسب دورية صدرت عن وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة محمد بن شعبون، الأسبوع الماضي. وقبل ذلك، توصل مجموعة من المستخدمون في القطاع الخاص، باستدعاءات للالتحاق بعملهم من المكاتب والوحدات الإنتاجية، مباشرة بعد نهاية عطل العيد.

عودة الحياة العملية مع استمرار فرض حالة الطوارئ الصحية إلى غاية يوم الـ10 من يونيو القادم، يطرح مجموعة من الأسلئة، خاصة منها المتعلقة بمدى توفر وسائل النقل داخل المدن وبينها، ومن سوف يمنح تراخيص التنقل بين المدن بالنسبة للموظفين والمستخدمين الذين سوف يضطرون لذلك يومياً.

وعليه فإنه بإمكان الموظفين والمستخدمين الذين يشتغلون في مدن ويقيمون في أخرى، التنقل إلى مقرات العمل بورقة إدارة تمنح من المؤسسات التي يشتغلون لفائدتها أو من مشغليهم.

وتفيد المعطيات، أن “السلطات أخذت بعين الاعتبار أن مجموعة من الموظفين، خاصة في المحور الممتد من مدينتي القنيطرة وسطات، مروراً بمدن سلا والرباط وتمارة والصخيرات والمحمدية والدار البيضاء وبرشيد، يجب عليهم أن يتنقلوا يومياً إلى مقرات عملهم”.

وبالنسبة للتنقل داخل المدن، تشير المعطيات إلى أن “مختلف وسائل النقل لم تتوقف طيلة تطبيق حالة الطوارئ الصحية، والوضع لن يختلف ابتداء من يوم غد الأربعاء 27 ماي، بالنسبة لإجراءات الوقاية والسلامة، إذ ليس هناك أي تغيير على مستوى عدد الركاب المسوح بنقلهم بالنسبة لسيارات الأجرة وحافلات النقل العمومي ومقطورات الطرامواي وأيضا وسائل النقل الخاصة بالإدارات العمومية والمؤسسات والشركات الخاصة”.

مسألة أخرى سوف تطرح تحدياً بالنسبة لمن يعملون في الإدارات العمومية، وهي التنقل عبر القطارات، إذن تعتبر الأخيرة وسيلة النقل الرئيسية ما بين المدن، خاصة في محور القنيطرة سطات.

مسؤولة في المكتب الوطني للسكك الحديدية، قال أنهم “يشتغلون الآن على سيناريو عودة الحركة العادية للقطارات بعد يوم الـ10 من يونيو، أي تاريخ نهاية فرض حالة الطوارئ الصحية”.

وأوضحت المتحدثة  ذاتها أن حركة القطارات لم تتوقف بشكل نهائي، “بل هناك 10 قطارات واصلت تأمين النقل بين القنيطرة وسلا والرباط والدار البيضاء وصولا إلى سطات، حسب الحاجة، لتأمين تنقل من كانوا مضطرين للاستمرار في العمل، رغم فرض حالة الطوارئ الصحية”.

Ad image

وتابعت المسؤولة في المكتب أن أطقم الأخير “باشرت منذ مدة الاستعدادات لعودة تحريك عجلة المقطورات. هناك طرحان، هل ننطلق بنسبة 20 في المائة أم 75 في المائة من مجموع القطارات التي يتوفر عليها المكتب. نحن بصدد دراسة كل هذا وطبعا بتنسيق مع وزارتي الداخلية والصحة. كما أننا بصدد القيام برحلات بين المدن بمقطروات فارغة، من أجل الوقوف على الجاهزية التقنية والميكانيكية للقاطرات والمقطورات”.

وأضافت: “ما هو مؤكد إلى حدود اللحظة، هو أنه ليس هناك أي قرار بخصوص عودة الرحلات الطويلة على متن القطارات. وبالمناسبة هناك اجتماع اليوم بين المسؤولين في المكتب ومسؤولين من وزارة الداخلية والصحة من أجل دراسة الوضع والإجراءات التي يجب أن تتخذ لضمان سلامة المسافرين”.

ورغم كل هذاً، سوف يبقى إكراه وصول الموظفين والمستخدمين إلى مقرات عملهم، خاصة وأن قطاع النقل في المغرب يعاني من مجموعة من المشاكل في الحالة العادية، فكيف سيكون الحالة مع استمرار جائحة فيروس “كورونا” المستجد وتطبيق حالة الطوارئ الصحية.

Ad image

وقالت وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة في توضيح لها إن الدليل العلمي الذي أعدته بشأن تدبير مرحلة ما بعد الطوارئ الصحية بالمرافق العمومية، يضم مجموعة من الإجراءات التي تمنح مرونة في معالجة الحالات التي قد تواجه صعوبات في التنقل إلى مقرات العمل، أو الحالة التي تعاني من هشاشة صحية.

وأضافت الوزارة، في توضيحها، أن الدليل العلمي أوصى بتحديد آليات العمل المناسبة لإنجاز المهام والخدمات من طرف الموظفين. وتابعت: “يمكن للمدراء والمسؤولين اختيار الأسلوب المناسبة للعمل لتنفيذ المهام والخدمات حسب الظرفية والظروف، وهذا يعني الاستمرار في اعتماد العمل عن بعد، بالإضافة إلى اعتماد العمل حسب الأفواج والعمل بالمداومة”.

ومكنت  الوزارة “النساء الحوامل والموظفين والمستخدمين بمرض مزمن أو من ضعف جهاز المناعة أو الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، من تسهيلات تراعي خصوصيات حالتهم الصحية، بعد موافقة الإدارات المعنية”.

أما الأشخاص الذين أصيبوا في السابق بمرض “كوفيد -19” أو مخالطيهم أو القاطنين في أماكن البؤر التي انتشر فيها الفيروس، فعودتهم لمقرات العمل أو التنقل إليها سوف يكون مشروطاً بموافقة الإدارة والسلطات الصحية المعنية.

كما أن الوزارة أوصت، في دليلها العلمي الموظفين والمستخدمين التاعبين للمؤسسات والإدارات العمومية بـ”استخدام المواصلات العمومية بأقل صورة ممكنة”.