قلم الناس : متابعة
لا شك في أن أقوى الكوارث الطبيعية في منطقتنا خلال عام 2023 كان زلزال تركيا وسوريا الذي وقع في فجر السادس من فبراير الماضي، وكان بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر، وتلاه زلزال آخر بقوة 7.7 درجات بعد ظهر اليوم نفسه، وهو ما تسبب بتفاقم الكارثة ليصل عدد الضحايا في المجمل إلى أكثر من 50 ألف شخص، مع ضِعف هذا العدد من الجرحى وملايين النازحين عن المناطق المتضررة.
زلازل كارثية
تلا ذلك في 8 شتنبر الماضي زلزال آخر ضرب المغرب بقوة 6.8 درجات، وكان مركز الزلزال على بُعد نحو 75 كلم جنوب غرب مراكش قرب بلدة إغيل في جبال الأطلس، وتسبب بوفاة قرابة ثلاثة آلاف شخص. وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركي فمنذ عام 1900 لم يقع أي زلزال بقوة 6 أو أقوى ضمن مسافة 500 كلم من هذا الزلزال.
زلزال الحوز
سيظل 8 سبتمبر/أيلول 2023 تاريخا حيا في أذهان المغاربة خلال العقود القادمة، ففي الـ11 ليلا اهتزت الأرض تحت أقدام الملايين منهم قبل أن يعوا بعد ذلك بساعات أن الأمر يتعلق بزلزال بقوة 7.2 درجات على مقياس ريختر ومركزه قرية إغيل على عمق 8 كيلومترات.
وتقع هذه القرية داخل الصفيحة التكتونية وليس عند أطرافها أو حدودها مع صفيحة أخرى كما هو معتاد في الزلازل، مما شكل مفاجأة لعلماء الجيولوجيا.
وشمل الدمار 7 أقاليم هي الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وتارودانت وشيشاوة، وشعر بالاهتزازات سكان الرباط والدار البيضاء الذين يبعدون عن مركز الزلزال بنحو 400 و300 كلم على التوالي.
حصيلة ثقيلة
أسفر زلزال الحوز عن وفاة 2960 شخصا وتدمير المباني السكنية والطرق، ووجد عناصر الإنقاذ صعوبة في الوصول إلى المناطق المتضررة التي تقع وسط تضاريس جبلية صعبة زاد صعوبتها انقطاع الطرق وانهيارها، مما حال دون وصول الآليات والعربات وحتى المساعدات.
وقدرت الحكومة المغربية عدد المتضررين بحوالي 2.8 مليون نسمة، وبلغ عدد القرى التي طالها الدمار 2939 قرية، كما أن ما لا يقل عن 59 ألفا و674 منزلا انهارت جراء الزلزال، 32% منها انهارت بالكامل.
وأعلنت الحكومة المغربية عن حزمة مساعدات مالية واجتماعية للضحايا بلغت نحو 8 مليارات درهم (حوالي 800 مليون دولار) شملت منحا مالية لإعادة بناء وتأهيل المساكن المتضررة.
وبعد 3 أشهر من الزلزال بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، وشرع السكان في مجموعة قرى ثلاث نيعقوب بالحوز في ديسمبر/كانون الأول الجاري في إعادة بناء منازلهم المتضررة وفق تصاميم نموذجية تراعي خصوصية المنطقة وذلك بعد صرف الحكومة التعويضات، فيما تتواصل في عدد من القرى عملية إزالة الأنقاض والأتربة، وذلك من أجل بدء إعادة البناء.
ويأمل السكان من خلال إعادة بناء منازلهم العودة إلى حياة الاستقرار بعدما قضوا أشهرا في إقامات مؤقتة وخيام، فيما لم تعد تفصلهم عن شتاء المنطقة القاسي سوى أسابيع.
إرسال تعليق