قلم الناس : متابعة
استمرار السنوات العجاف
وإلى جانب الزلزال وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية شهدت المملكة أحداثا أخرى أرخت بظلالها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، ومن أبرزها استمرار السنوات العجاف.
وللعام السادس على التوالي عانت المملكة من موسم جفاف قاس كانت له تبعات سلبية على القطاع الفلاحي (يساهم بنسبة 14% من الناتج الداخلي الخام) وعلى فرص العمل.
وبحسب آخر بيانات المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، فإن الاقتصاد المحلي فقد 297 ألف فرصة عمل ما بين الربع الثالث 2022 والربع ذاته من السنة الحالية، معظمها (269 ألفا) في القرى بسبب موجة الجفاف.
وبالإضافة إلى الجفاف كان للاضطرابات العالمية وارتفاع أسعار المحروقات تأثير سلبي على القدرة الشرائية للمواطنين الذين عانوا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.
تحديات
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي بدر زاهر الأزرق أن استمرار الجفاف خلال العام الجاري كانت له تبعات سلبية على الإنتاج الفلاحي وعلى القدرة الشرائية للمواطنين.
وأوضح الأزرق في حديث للجزيرة نت أن تعاطي الحكومة مع الأوضاع الاجتماعية كان موضوع جدل وانتقادات وملاحظات، بين من اعتبر تحركها بطيئا وتنقصه الجرأة، خاصة أنها لم تتخذ أي قرارات جدية مثل مراجعة الضريبة على الدخل أو تعليق الضرائب أو الرسوم المفروضة على استيراد المحروقات من أجل تحسين القدرة الشرائية للمواطنين، فيما رأى آخرون أنه لولا الإجراءات التي أعلنتها الحكومة على محدوديتها مثل صرف دعم المحروقات للسائقين المهنيين ودعم الفلاحين بحوالي 10 مليارات دولار (100 مليون دولار) لشراء البذور والأعلاف ومواجهة آثار الجفاف لكانت الأوضاع ستكون أسوأ مما هي عليه.
وأشار إلى أن عددا من الأحداث التي طبعت هذه السنة ستظل تداعياتها مستمرة إلى العام المقبل، مثل زلزال الحوز والجفاف والتضخم والاحتجاجات المتواصلة للأساتذة.
وفي ظل عدم اليقين الذي يطبع المستقبل في مختلف قضايا السيادة الغذائية والطاقية والصناعية على المستوى الدولي يرى بودن أن سنة 2024 ستكون بالنسبة للمغرب سنة التوقعات والمضي في الخيارات الحاسمة، كما أنها سنة تعزيز الأسس القوية للمستقبل والتعامل مع التحديات المؤقتة وغيرها من التحديات القادمة.