رسالة مفتوحة الى السيد وزير الصحة المحترم
ها نحن ندعوكم جهارا، ونتمنى الا تزيدكم دعوتنا فرارا.
معالي الوزير المحترم
بعد التحية والتقدير الواجب لشخصكم ّ، اسمحوا لي بداية أن أؤكد لكم ، أنني ترددت كثيرا في مكاتبتكم بهذا الشكل المفتوح وعلى مسمع ومرأى الاشهاد ، ولكن بعد استنفاد كل السبل المؤسساتية المتاحة ، لم أجد غير هذه الصيغة سبيلا لمخاطبتكم بعد أن صمت أدانكم عن طلباتنا التي وجهناها اليكم عبر القنوات المؤسساتية ، بمضمون واحد ألا وهو طلب التدخل لإغاثة ضحايا كوفيد 19 في إقليم تازة ، ودعوتكم لزيارة الإقليم لتفقد وضعية المنظومة الصحية المطبوعة أصلا بالهشاشة ، وزادها استفحال الجائحة هشاشة ، ناهيك عن سوء العناية بالمرضى ، وتجاوز حجم الجائحة للبنيات والتجهيزات والأطر الطبية المحدودة في زمن ما قبل الجائحة وما أدراكم بعدها .
معالي الوزير،
لقد راسلناكم في الفريق الحركي بمجلس المستشارين بتاريخ 19 غشت 2020 ندق ناقوس الخطر ونطلب زيارتكم إلى إقليم تازة للوقوف على الوضع ومعالجة ما ينبغي معالجته ، ولكن ظلت مراسلتنا وإلى يومنا هذا مجرد صيحة في واد ، كما راسلكم فريقنا بمعية فرق أخرى بمجلس المستشارين للمثول أمام لجنة التعليم والشؤون الثقافية ، للتداول في التطورات الأخيرة للوباء ، وكالعادة دون جواب ، بل تجاهلتم رسالة أخرى للتذكير بالرسالة الأولى وتجديد دعوة الحضور إلى اللجنة ، دون ان تكلفوا نفسكم حتى عناء الرد على الرسالتين ، ضاربين عرض الحائط الحق الدستوري المشروع لمجلسنا الموقر ، وعبره الرأي العام ، في مسائلتكم .! فهل بهذا الأسلوب تجسدون التعاون المطلوب بين الحكومة والمؤسسة التشريعية؟ وهل بهذا التعامل السلبي مع ممثلي الأمة سنؤسس لمنظومة العمل المشترك في حربنا الجماعية ضد الجائحة وتداعياتها؟ حرب نعتبرها فرض عين على كل مواطن ومواطنة، وربما في قاموسكم هي مجرد فرض كفاية؟
معالي الوزير،
نسجل بأسف شديد، تجاهلكم لصيحاتنا لإغاثة مرضى إقليم تازة، وهي صيحات لا نريد منها جزءا ولا شكورا بل دافعها غيرتنا الصادقة على الصحة العامة لبلادنا ، ، ويزداد أسفنا لا لأنكم فقط لم تلبوا نداءنا ، وقد دعوناكم ليلا وجهارا ، وما زادكم دعاؤنا إلا فرارا ، ولكن لأنكم لم تكلفوا أنفسكم حتى عناء الاستجابة لتظلمات واستغاتاث المرضى أنفسهم والتي تعج بها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية ، عبر فيديوهات تنقل المأساة من قلب مستشفى ابن باجة بالمدينة ،
وها أنا أوافيكم رفقة هذه الرسالة المفتوحة ببعض من هذه الصيحات مرفوقة برسالتنا الموجهة إليكم لعل ذلك يحدث أمرا. ويرق قلب الطبيب قبل الوزير للتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان،
أملين مرة أخرى أن تجد رسالتنا هاته صدى لديكم.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير الوطن والمواطنين تحت القيادة الحكيمة
لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده .
السيد حميد كوسكوس
عضو الفريق الحركي بمجلس المستشارين
وعضو المجلس الجماعي لتازة