بقلم : ياسر أيوب
على الرغم من أنه عام الدورة الأوليمبية التى ستبدأ فى الرابع والعشرين من يوليو فى طوكيو.. إلا أن عام 2020 سيكون عامًا لكرة القدم.. ولا أقصد بذلك البطولات الكبرى التى ستقام هذا العام مثل بطولة أمم أوروبا وكأس أمريكا اللاتينية إلى جانب المسابقات السنوية المعتادة فى كل قارات وبلدان العالم.. إنما أقصد تلك الحروب الكروية وصراع المطامع والمصالح للاستحواذ على اللعبة الجميلة وتغيير ملامحها وطبيعتها وقواعدها أيضا.. وأهمها الصراع الحالى بين الاتحاد الدولى لكرة القدم برئاسة إينفانتينو والاتحاد الأوروبى برئاسة تشيفرين.. حيث أراد إينفانتينو زيادة الدخل المادى للفيفا عن طريق زيادة عدد الدول المشاركة فى نهائيات المونديال.. وعدد الأندية التى ستلعب فى كأس العالم للأندية.. واختراع وابتكار بطولات جديدة تضمن للفيفا الربح المادى الهائل، إلى جانب مزيد من النفوذ والسيطرة.
وهو الأمر الذى رفضته أوروبا التى اعتبرت ما يقوم به إينفانتينو لن يأتى بأى ضرر وخسارة مالية وفنية إلا لأوروبا فقط واتحاداتها وأنديتها ومسابقاتها.. وشهدت العام الماضى فى نهاياته دخول طرف ثالث لساحة هذا الصراع هو فلورنتينو بيريز، رئيس نادى ريال مدريد، الذى أسس الاتحاد الدولى للأندية.. ولم تكن المشكلة هى الاتحاد الجديد وإنما إعلان بيريز أنه يريد تنظيم مسابقة سنوية جديدة للأندية الأوروبية الكبرى بحيث لا تشارك هذه الأندية فى المسابقات المحلية ببلدانها أو فى بطولات الاتحاد الأوروبى.. وقال بيريز إنه يريد تغيير كل القواعد والأشكال القديمة للكرة الأوروبية ورد عليه تشيفرين مؤكدا أن بيريز بمساعدة إينفانتينو يريد تخريب الكرة الأوروبية.. ولم يكن تشيفرين يدرك نوايا إينفانتينو وبيريز حين قرر الاتحاد الأوروبى تغيير شكل بطولة أمم أوروبا للعام الحالى التى ستقام مبارياتها للمرة الأولى فى 12 مدينة وسيكون افتتاحها فى روما وختامها فى لندن..
فالاتحاد الأوروبى بذلك القرار القديم أكد صحة كلام بيريز بضرورة تغيير الأشكال القديمة.. إلى جانب تغيير شكل كأس العالم للأندية الذى سيقام هذا العام فى قطر بالشكل القديم لآخر مرة قبل أن يصبح بطولة كبرى يشارك فيها 24 ناديا من مختلف قارات العالم.. وستصبح إفريقيا أيضا ساحة لحرب أخرى حيث لايزال الفيفا يأمل دوام سيطرته على الشؤون الكروية الإفريقية رغم معارضة الاتحادات القارية الأخرى لذلك خشية تهميشها ليصبح فيفا وحده هو الذى يدير اللعبة فى العالم.
عن المصري اليوم .