بقلم : ذ ـ يوسف السوحي
لقد سبق للجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مكناس ،أن أقرت برفقة شركائها ،بانجاز مشروع بالمنطقة المسمى لالة جميلية،بتخصيص قطعة أرضية وتقسيمها على شكل مربعات،بغاية ايواء الباعة الجائلين المتواجدين بشارع السكاكين والبزازين،بعدما تم الاتفاق مع جهة مسؤولة عن الوعاء العقاري وانهاء الاشغال المتعلقة بتهيئ السوق لما يقارب 500 مستفيذ ،أصبح مصير هذا المشروع متوقف على قرار مجلس جماعة مكناس ،القاضي بنزع ملكية بعض الدكاكين ،بهدف فتح بابين للسوق بكل من شارع السكاكين،وشارع البزازين ،وقد تمت برمجت النقطة 13 المدرجة في جدول اعمال الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة مكناس،المؤرخة ب: يوم الخميس 16 يوليوز 2020 ،”والمتعلقة ب الدراسة والموافقة على نزع ملكية المحلات التجارية التي يتوجب هدمها لفتح المدخلين المؤديين إلى كل من شارع البزازين وشارع السكاكين” ،لكن للاسف الشديد تم تأجيل مناقشة هذه النقطة والحسم فيها،امام استغراب الجميع ،الامر الذي خلف استياءا عميقا لدا ساكنة العاصمة الاسماعيلية وجمعيات المجتمع المدني ،وخاصة تجار المدينة العتيقة ،وكذا الباعة المتجولين،واثار العديد من الاسئلة حول أسباب وخلفيات رفض مجلس جماعة مكناس،لتنفيذ مشروع تنموي واقتصادي واجتماعي على اساس تاجيل النقطة 13.
وحيث ان الاثار السلبية لهذا التاجيل ،تتجلى في رفض تنفيذ السياسات العمومية ،التي تروم ادماج الباعة الجائلين ضمن المنظومة الاجتماعية ،التي يحث عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في العديد من خطاباته السامية،كما يثير جدلا عميقا عن اسباب رفض المجلس ،حماية الحقوق العينية للتجار الذين يؤدون واجباتهم الضريبية .
وبالعودة لمناقشة تاجيل هذه النقطة يتضح لنا التذبدب والارتباك الذي يتسم به المكلفين بتسيير وتذبير الشان العام المحلي بمكناس،فلا يعقل أن يظل نزيف اختلالات وخروقات مصلحة التحصيل بقسم الجبايات مستمر،فبعملية حسابية بسيطة حول مداخيل سوق اجميلية 500 مربع بعشرة دراهم يوميا لكل مستفيذ يعطينا حول 180 مليون سنتيم ، كعائد مالي سنوي على خزينة الجماعة،وقس على ذلك العديد من الاسواق التي فشل المجلس في استخلاص ديونها ،الامر الذي يوضح أن تأجيل مثل هذه القرارات الحاسمة يمكن أن يكبد الجماعة خسائر مالية ضخمة،فضلا على ان تاجيل النقطة 13 تسببت في العرقلة الفعلية للمشروع الموقع أمام صاحب الجلالة في اكتوبر 2018 بشان تثمين وتهيئ المدينة العتيقة مكناس ،لعلة انعدام اخلاء الشارع العام المسمى السكاكين والزازين .
إن تنزيل المشروع الملكي الخاص بتثمين وتاهيل المدينة العتيقة بالحاضرة الاسماعيلية،يتطلب ارادة سياسية حقيقية للمجالس المنتخبة ،وتظافر جهود مختلف المتدخلين ورؤية استراتيجية تنموية واقتصادية للمدينة ،تترفّع على المزايدات السياسوية الرخيصة والصراعات الانتخابية الضيقة…يتبع
إرسال تعليق