بقلم : يوسف السوحي.
فقدت يوم أمس الساحة السياسية المكناسية أحد أهم رموزها وأبرز الفاعلين المتمرسين في تدبير شؤونها،إنه المرحوم الحاج محمد الطاهري ،رئيس الجماعة الحضرية المنزه سابقا،و النائب البرلماني والقيادي في حزب الحركة الشعبية،ورئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات ،سياسي بكل ما يحمله هذا الفن النبيل ،من معاني التضحية وخدمة الاخر والوفاء للمبادئ السامية للعرش والوطن ،استحق بالفعل ذات يوم أن يوشح بوسام ملكي سامي ،نظير عمله المسؤول ومساره الموفق في تدبير وتسيير الشأن العام لسنوات طويلة من الزمن ، عاشرته عن قرب فوجدت فيه الأب والأخ والصديق ،كريم ومعطاء ،واشتغلت بجانبه فاستفذت من كفاءته المتعددة المشارب ،وتجربته الغنية والمتنوعة،رجل عصامي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ،صبور على ظلم الاخرين ،كانت بدايته من الصفر ،اشتغل وتعب وكافح بجدية الصحراوين أبناء تافيلالت ،لم ترقه الوظيفة وغادرها في أول فرصة،ليركب عالم المقاولات في أوجها،طموحه الكبير وأفقه الرحب ،سيدخله عالم السياسة من بابه الواسع ،ليذبر شؤون العاصمة الاسماعلية من مختلف المواقع ،تاركا ورائه بصمات لن ينساها التاريخ السياسي المكناسي،تميز الفقيد بقرارته الشجاعة وبجرأته التي جلبت له الكثير من العدوات والخصومات ..،رجل انساني بشكل كبير ،أصدقائه من متختلف الطبقات،قريب من الفقراء والبسطاء ،خلق لنفسه كارزمة خاصة به،رجل التوافقات السياسية ،دائم الحضور في المشهد السياسي المكناسي والجهوي ،ورقم أساسي في المعادلة يصعب تجاوزه،وفاته اليوم خسارة كبيرة للسياسيين الوطنيين عموما،و للمكناسيين على وجه الخصوص،لكن سنة الله في كونه تحتكم لقانون الموت والحياة،والفقيد بكل تأكيد ترك ذرية صالحة ستكون خير خلف لخير سلف .
جنازة الحاج محمد الطاهري حضرتها كل الاطياف السياسية والاجتماعية ،لتظهر للجميع مكانة هذا الرجل الوطني المحترم ،و كذا عائلة الطاهري الكبيرة في وجدان المكناسيين الشرفاء ،جموع غفيرة حجت لجنازته، وكلها حزن واسى على وفاته،وبعين دامعة وقلوب خاشعة ودعت العاصمة الاسماعيلية أحد أبنائها البررة إلى مثواه الاخير .