انتخابات الغرف المهنية بمكناس بين مطرقة الأعيان وسندان الكفاءة والتجربة.

قلم الناس: هيئة التحرير

لا يجادل إثنان في كون الغاية من إحداث الغرف المهنية ببلادنا هو جعلها مشتل للاقتراح والإنجاز وأدوات لتنمية المقاولات والتجهيزات وتكوين المهنيين عبر تعميم شروط وأساليب الممارسة المهنية العصرية ونشر الأفكار والمعارف الاقتصادية. كما تتمثل المهمة الأساسية لهذه الغرف في تمثيل القطاعات الخاصة بالصناعة التقليدية والتجارية والصناعية والخدماتية والفلاحية وفي مجال الصيد البحري ، وفي الدفاع عن مصالح التجار والمقاولين والمؤسسات التجارية ككل، خصوصا فيما يتعلق منها بالقطاع الخاص،الذي أضحى يلعب أدوار أساسية ومحورية في الاقتصاد الوطني والتنمية المحلية ،لكن للاسف الشديد لازلنا لم نصل إلى هذه الغاية المثلى،بسبب هيمنة الأعيان ونفس الأسماء على تسيير وتذبير هذه الغرف ،وليس مستغربا أن تظل نفس الوجوه على مر السنين رغم تغير الألوان السياسية متحكمة في الغرف المهنية ،وتستفيذ بشكل أو باخر من برامجها ومخرجاتها،ولعل ما يقع لعقود من الزمن بالغرف المهنية لجهة فاس مكناس خير دليل على ما نقول،فاستمرار نفس الوجوه ونفس الاحزاب على رأس هذه الغرف حتما سيعطينا نفس النتائج ،وسفرز لنا نفس الخريطة السياسية،وهذا ما لم يعد مقبولا عند اغلبية المكناسين والمكناسيات،الذين يتطلعون اليوم  إلى انتخاب جيل جديد ،قادر على تحمل المسؤولية ،يناضل في جمعيات وتعاونيات وأحزاب سياسية ،ويدافع من خلال العديد من المحطات على المهنيين والصناع ، كما أن  ترشيح وجوه شابة وأسماء جديدة ،لها من الكفاءة في التسيير والتذبير داخل قطاعاتها بما يسمح لها  الدفاع عن حقوق المهنيين وأصحاب القطاع،فلا يعقل مثلا ان نجد  غياب ممثل أو أكثر لقطاعات حيوية كقطاع تموين وتنظيم الحفلات أو قطاع النقل الطرقي …بمختلف مشاربه،لأنه ما جلدك مثل ظفرك ،ولا يعقل ان تظل نفس الأسماء تتحكم في مصير قطاعات لا تعلم عنها الشيء الكثير ولا تربطها أي علاقة بأصحابها سوى أصواتهم الانتخابية .

وبالرغم من وجود ترسانة من القوانين التي تؤطر اختصاصات هذه الغرف،إلاّ انه لازلنا بعيدا كل البعد عن الدور الحقيقي المنوط بها ،كما هو معمول به في الدول الاخرى كالتركيا أو فرنسا…، كما ان شروط التسجيل وأماكنه تجعل هذه اللوائح الانتخابية المهنية  لا تشهد تغييرا كبيرا في التسجيل أو التشطيب { وجود عدد كبير من الوفيات باللوائح }  لذلك فهي ما تزال محصورة في الحصيص الإنتخابي لبعض الأعيان حسب الجهات والدوائر والأقاليم. فعمال بعض الشركات والضيعات الفلاحية يشكلون أغلب الكتلة الناخبة لمشغليهم بمعنى أن منافسة هؤلاء تعد صعبة، وفي بعض الأحيان مستحيلة خاصة في ظل عدم اهتمام المهنيين بهذه الغرف .
بالاضافة إلى محدودية التصويت يوم الاقتراع فهي في أحسن الاحوال تصل إلى 50 بالمائة من الكتلة الناخبة.

إن الشارع المكناسي اليوم عازم على إعطاء اشارات قوية لكل من يهمه الامر،بان الامور لن تظل على حالها،وستعرف الانتخابات المهنية ليوم 6 غشت 2021 ،انتخاب وجوه جديدة شابة {نساء ورجال} تناضل من أجل تنمية قطاعاتها،وجوه ستقطع مع الثقافة الانتهازية لبعض أعضاء الغرف المهنية بالعاصمة الاسماعيلية،والذين عمّروا طويلا بحكم الفراغ والفساد السياسي الذي يتفننون في ابداعه…يتبع